حذر الخبراء من أن تصعيد الإجراءات الانتقامية بين إسرائيل وإيران، ينطوي على عواقب وخيمة، ويدفع المنطقة إلى حافة الحرب الشاملة.
ونفذت إسرائيل ضربة عسكرية داخل إيران، في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، ردًا على الهجوم بالمسيرات والصواريخ، الذي شنته طهران على دولة الاحتلال، مساء السبت الماضي، انتقامًا لمقتل 7 من الحرس الثوري، بينهم ضابطان كبيران، في استهداف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، في الأول من شهر أبريل الجاري.
ونقلت وفق ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن بوبي غوش الخبير في العلاقات الدولية، إنه في حال تطورت المواجهة بين إسرائيل وإيران، فإن الصراع بين البلدين يهدد بأن يصبح "قاتمًا للغاية وبسرعة كبيرة".
وقال غوش، وهو كبير محرري وكالة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية: "لقد تم خلع القفازات. رد إيران لا يمكن التنبؤ به".
وأضاف غوش، أن إيران يمكن أن تختار استهداف إسرائيل من خلال وكلاء في لبنان والعراق، وكذلك بمساعدة حماس في غزة وجماعة الحوثي المسلحة في اليمن.
وتابع غوش أن "ضربات، يوم الجمعة، نقلت الصراع إلى منطقة مجهولة. مع هذا التصاعد في المخاطرة، هناك دائمًا احتمال أن تكون الخطوة التالية خطوة بعيدة جدًا".
وقال كيم دوزير، محلل الشؤون العالمية بشبكة "سي. إن. إن"، إن "سلم التصعيد هذا بين إسرائيل وإيران يمكن أن يؤدي إلى شيء رهيب حقًا، صراع شامل ذهابًا وإيابًا بين الطرفين".
وذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية، أن الضربة الإسرائيلية على إيران صباح الجمعة، لم تكن مفاجئة للمراقبين الغربيين، لكنها ستثير قلقًا كبيرًا في واشنطن ولندن مع اقتراب المنطقة من حرب شاملة.
وترى الصحيفة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من خلال توجيه ضربة عسكرية لإيران، فعل ما حذره منه الرئيس الأمريكي جو بايدن وغيره من زعماء مجموعة السبع والأمم المتحدة من القيام به.
وقالت، إن نتنياهو أثار استفزاز قوة إقليمية معادية لا يمكن التنبؤ بردها وتتمتع بقدرات نووية غير مؤكدة.
ولفتت الصحيفة إلى أن إيران وإسرائيل يخوضان حالة حرب باردة منذ سنوات، لكن أحداث الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، تجعل من نشوب حرب ساخنة بين البلدين احتمالًا واقعيًا للمرة الأولى.
وقالت، إنه خلافًا للصراعات الأخيرة الأخرى في الشرق الأوسط، فإن الحرب بين إيران وإسرائيل ستشهد صراعًا مباشرًا بين اثنتين من القوى العظمى في المنطقة.
وأشارت" التليجراف" إلى أن هناك أيضًا قلق بشأن العلاقة المستمرة بين إسرائيل والولايات المتحدة، التي انتقدت بشكل متزايد استراتيجية نتنياهو في غزة، واستعداده لشن ضربة على طهران.
وذكرت الصحيفة، إنه حتى الآن، كانت أهمية علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة سببًا في تقييد نتنياهو عما قد يكون غريزته في القتال بأقصى ما يمكن ضد إيران ووكلائها.
وأوضحت أن الخطر الذي يتهدد السلام في الشرق الأوسط برمته أصبح الآن أكبر من أي وقت مضى، وفي واشنطن، كما هو الحال في تل أبيب، يحبس الزعماء الآن أنفاسهم ليروا ما ستفعله إيران بعد ذلك.