تستهدف القوات الروسية السيطرة على خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، التي تقع على بُعد أميال فقط من الحدود الروسية، خلال الأشهر القليلة المقبلة، وفق ما ذكرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
ونقلت المجلة عن جاكوب باراكيلاس، الخبير العسكري وقائد الأبحاث في مجال الاستراتيجية والسياسة والقدرات الدفاعية في الفرع الأوروبي لمؤسسة "راند" البحثية، أن روسيا يمكنها السيطرة على مقاطعة خاركيف بفضل قربها من الحدود وضعف القوات المسلحة الأوكرانية، في غضون أشهر قليلة.
وقال الخبير قوله: "بما أن خاركيف تقع على بُعد أقل من 20 ميلًا (32 كيلومترًا) من الحدود الروسية، فإن هجومًا بطيئًا وقويًا قد يسمح لموسكو بالسيطرة على المدينة في غضون أشهر".
ووفقًا لـ"باراكيلاس"، يمنح قُرب خاركيف من الأراضي الروسية الجيش الروسي أفضلية في دعم القوات المتقدمة، مشيرًا إلى ضعف القوات الأوكرانية الذي بدا واضحًا خلال السنة الأخيرة.
إحدى عواصم أوكرانيا
وذكّر الخبير العسكري أن فولوديمير زيلينسكي وصفها في وقت سابق من هذا الشهر بأنها "إحدى عواصم" أوكرانيا.
ولفتت" نيوزويك" إلى أنه قبل أسابيع من بدء الهجوم الصيفي الروسي المتوقع، تتزايد حاجة أوكرانيا إلى الذخيرة والدفاعات الجوية والإمدادات الجديدة.
وتساءل الكولونيل أندريه زادوبيني، المسؤول الصحفي في مجموعة خورتيتسيا الأوكرانية للقوات العاملة في شمال شرق أوكرانيا: "في حالة وقوع هجوم، هل ستكون قوات الدفاع الأوكرانية قادرة على الدفاع عن خاركيف دون مساعدة عسكرية أمريكية؟ نحن نستطيع!".
وقال لـ"نيوزويك"، إن ذلك سيكون على حساب عشرات الآلاف من أرواح الجنود الأوكرانيين، حيث يعمل كل منهم على صد الجيش الروسي بمزيد من المعدات والمزيد من القوات.
وأضاف زادوبيني: "بدون المساعدة الأمريكية سنواجه أوقاتًا عصيبة، لكن ليس لدينا خيار آخر. علينا أن نقف حتى الموت".
وقال جاكوب باراكيلاس، الخبير العسكري: "هناك تحذيرات بشأن الهجوم الروسي المفترض على خاركيف. ربما يكون لدى الكرملين زمام المبادرة في ساحة المعركة، لكنه لا يزال يكافح من أجل تنفيذ تكتيكات فعّالة للأسلحة المشتركة، حيث يلقي بجنوده في هجمات تسفر عن إصابات كبيرة"، مضيفًا أن الجيش الروسي قادر على تحمل المزيد من الخسائر لفترة أطول مما يستطيع الأوكرانيون تحمله.
حشد روسي وأوكراني
ويسابق الجيش الأوكراني الزمن لإعادة ملء صفوفه، وفي وقت سابق من هذا الشهر، وقّع الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكي على خفض سن التجنيد إلى 25 عامًا، بدلًا من 27 عامًا، وحذّر زيلينسكي من أن "روسيا تستعد لحشد 300 ألف جندي إضافي في الأول من يونيو".
وقال رئيس القيادة الأمريكية الأوروبية، الجنرال كريستوفر كافولي، للمشرّعين الأمريكيين الأسبوع الماضي، إن الجيش الروسي أصبح أكبر بنسبة 15% عما كان عليه في فبراير 2022، وإنه يتعلم الدروس منذ عامين وأكثر من الحرب.
ومع ذلك، تشير"نيوزويك" إلى أنه ليس من الواضح تمامًا ما إذا كانت موسكو ستعطي الأولوية لخاركيف، وسحب الموارد بعيدًا عن الهجمات الشرسة في منطقة دونيتسك، ويشكك الخبراء الغربيون في قدرة موسكو على الحفاظ على وتيرة عملياتها في الشرق بينما تتقدم شمالًا بالقرب من خاركيف.
أما الكولونيل أندريه زادوبيني، المسؤول الصحفي في خورتيتسيا الأوكرانية، فقال إن "الجهود الرئيسية للروس تتركز في دونباس. ومع ذلك، لا يمكننا استبعاد أي خيارات".
وبغض النظر عن ذلك، فقد تحملت خاركيف وطأة التركيز الروسي المكثف بشكل متزايد في الأسابيع الأخيرة، وأدت الضربات إلى تدمير البنية التحتية للطاقة في المدينة، وتدمير عدد كبير من المباني.
وقال زادوبيني: "بسبب قربها من الحدود، تتعرض منطقة خاركيف لنيران روسية منتظمة كل يوم تقريبًا"، مضيفًا أن الضربات تهدف إلى زرع الخوف العميق بين سكان المنطقة.
وكرر المسؤولون الأوكرانيون دعواتهم للحصول على أنظمة دفاع جوي، وهو ما ردده زادوبيني، وأضاف أنه "من الضروري بالنسبة لأوكرانيا أن تحمي السماء فوق خاركيف".
وقال زيلينسكي خلال زيارة إلى شمال شرق أوكرانيا، الأسبوع الماضي، إن منطقة خاركيف "مهمة للغاية"، مضيفًا أنه "علينا أن نكون مستعدين. ويجب أن يرى الروس أننا مستعدون للدفاع عن أنفسنا". و"يجب أن يفهم شعبنا أن أوكرانيا مستعدة في حال حاول العدو مهاجمتها".