الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

باستهداف النساء واقتحام كنيسة.. حوادث الطعن تثير الذعر في أستراليا

  • مشاركة :
post-title
تكثيف أمني حول الكنيسة الآشورية عقب الحادث

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

بعد يومين من حادث طعن مأساوي استهدف النساء بمجمع تجاري في أستراليا، شهدت مدينة سيدني، أكبر مدينة أسترالية، حادث طعن آخر في كنيسة "الراعي الصالح" الآشورية.

اقتحام قداس

واقتحم شخص قداسًا يتم بثه مباشرة على الهواء من داخل كنيسة المسيح الراعي الصالح الآشورية في مدينة سيدني، وفي يده سكين أصاب بها أربعة أشخاص على الأقل في الهجوم، من بينهم الأسقف "مار ماري إيمانويل"، وفق "رويترز".

وقالت الشرطة الأسترالية، اليوم الثلاثاء: "إن الهجوم بسكين على أسقف كنيسة آشورية وبعض أتباعه في سيدني عمل إرهابي يشتبه بأنه متطرف ديني، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من ثاني حادث طعن خلال ثلاثة أيام".

المتهم طفل

وألقت الشرطة القبض على طفل عمره 16 عامًا في مكان الحادث الذي وقع في ضاحية واكيلي بغرب سيدني، وأُجبرت على احتجازه في الكنيسة حفاظًا على سلامته، ما أدى إلى اشتباكات خارج الكنيسة بين الشرطة وحشد غاضب من أتباع الأسقف الذين طالبوا بتسليم المهاجم إليهم، وفق "بي بي سي".

وأصيب شرطيان بجروح، أحدهما كُسرَ فكه، بعدما تلقى ضربة بالألواح، وخرّب الغاضبون 10 سيارات تابعة للشرطة، وتحصّن المسعفون داخل الكنيسة، لمدة 3 ساعات، خوفًا على أنفسهم من الحشود الغاضبة، وفق "بي بي سي".

صورة تظهر عملية الاعتداء داخل الكنيسة
حادث إرهابي

وقالت كارين ويب، مفوضة شرطة ولاية نيو ساوث ويلز، خلال مؤتمر صحفي: "بعد دراسة كل المواد، أعلنت أنه كان حادثًا إرهابيًا، وأن الشرطة في هذه المرحلة المبكرة من التحقيق تعتقد أن المهاجم كان يتصرف بمفرده"، فيما قالت الشرطة "إنه كان هناك سبق إصرار عندما سافر المهاجم إلى الكنيسة، بعيدًا عن منزله، ومعه سكين".

وذكرت مديرة الشرطة "أن الطفل علّق بكلمات دينيّة، عندما اقترب من الأسقف، وهو ما جعل الشرطة تعتقد أن اختيار توقيت الهجوم أثناء البث المباشر، الهدف منه تخويف، ليس الحاضرين في الكنيسة فحسب، بل المتابعون على الإنترنت أيضًا".

وقالت كنيسة "الراعي الصالح" الآشورية، عقب الحادث: "ندين أي عمل انتقامي" ووصفت في بيان لها الهجوم، بأنه "حادث معزول وأنها تنتظر نتائج الشرطة حول دوافع المهاجم".

اجتماع طارئ

ودعا رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبنيز، إلى اجتماع طارئ للوكالات الأمنية الوطنية، واصفًا الهجوم بأنه "مثير للقلق"، مضيفًا "أنه لا يوجد مكان في أستراليا للتطرف العنيف، نحن أمة محبة للسلام، هذا وقت الوحدة، وليس الانقسام، كمجتمع وكدولة".

وتجتذب خطب الأسقف إيمانويل، التي يتم بثها مباشرة، جمهورًا عالميًا، وحصدت مقاطع الفيديو الخاصة به مئات الآلاف من المشاهدات عبر الإنترنت، وذكرت وسائل الإعلام في ذلك الوقت أنه أصبح معروفًا بآرائه المتشددة خلال الوباء عندما وصف عمليات الإغلاق بأنها "العبودية الجماعية"، وفق "رويترز".

تهديد مسجد

قالت جمعية المسلمين اللبنانيين إن مسجد لاكيمبا في جنوب غرب سيدني، وهو أحد أكبر المساجد في أستراليا، تلقى تهديدات بإلقاء قنابل حارقة، مساء أمس الاثنين.

وقال الوزير الأسترالي "جميل خير" للصحفيين: "نحن يقظون ونطلب أيضًا من الشرطة حماية جميع أماكن العبادة، نحن قلقون من احتمال وقوع هجمات على جميع أشكال الأديان، وهذا هو آخر شيء نحتاجه".

وقال رئيس المخابرات الأسترالية "إنه سيفحص الأشخاص المقربين من المهاجم لاستبعاد أي تهديدات أخرى للمجتمع"، فيما قال مايك بيرجيس، المدير العام للأمن في منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية: "من الحكمة أن نفعل ذلك للتأكد من عدم وجود تهديدات أو تهديدات فورية للأمن".

ضابطة الشرطة إيمي سكوت التي أطلقت الرصاص على القاتل
طعن 5 نساء

ويعد هذا ثاني حادث طعن كبير خلال ثلاثة أيام فقط في المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في أستراليا بعد مقتل ستة أشخاص وإصابة 12 آخرين في هجوم بسكين في مركز تجاري على الشاطئ في منطقة بوندي، السبت الماضي، ما تسبب في صدمة بالبلاد، عندما قتل رجل سبعة أشخاص طعنًا، في مركز تسوق بسيدني.

وقالت الشرطة الأسترالية، أمس الاثنين: "إن المهاجم الذي قتل 6 أشخاص طعنًا في مركز تسوق مزدحم بضاحية بوندي الشاطئية في سيدني استهدف النساء، في حين أُعلن الحداد في البلاد على الضحايا، وقام مئات الأشخاص بوضع الزهور بالقرب من المكان"، وفق "رويترز".

وقالت كارين ويب، مفوضة شرطة ولاية نيو ساوث ويلز: "من الواضح بالنسبة لي وللمحققين أن الجاني ركّز على النساء وتجنب الرجال"، وفق هيئة الإذاعة الأسترالية.

ووصف شهود كيف أن الجاني "جويل كاوتشي" بدأ في طعن 5 نساء ورجل بآلة حادة طويلة قبل أن يُقتل بالرصاص، بعد أن قتل 6 أشخاص وأصاب عددًا آخر، بينهم طفل، وفق "بي بي سي".

وتم علاج 12 شخصًا، من بينهم طفلة تبلغ من العمر 9 أشهر، في المستشفى بعد الهجوم، وأكدت عائلتها أن الطفلة خضعت لعملية جراحية وكانت والدتها "آشلي جود" من بين القتلى، وأن الرجل الوحيد الذي قُتل أثناء الهجوم كان حارس أمن في المركز التجاري.