بينما كان من المقرر أن يستقبل مؤتمر المحافظين الوطني (NatCon)، في العاصمة البلجيكية بروكسل، الزعيم المجري فيكتور أوربان، والسياسي البريطاني نايجل فاراج، خلال اليومين المقبلين، فإذ بسلطات إنفاذ القانون تصل بعد ساعتين من انعقاد المؤتمر، لإبلاغ المنظمين بإغلاق التجمع الذي يضم النخبة اليمينية المتشددة في أوروبا.
وبينما كان من المقرر أن يلقي فاراج، مهندس خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خطابًا رئيسيًا، لكن عندما صعد على خشبة المسرح، ومع وجود الشرطة خارج المكان، انتقد "فاراج" سلطات بروكسل ووصفها بأنها "وحشية" لمحاولتها إلغاء المؤتمر.
وأشاد "فاراج" بمالك المكان المستضيف للحدث، ووصفه بأنه "الرجل التونسي الشجاع الذي وقف في وجه المتنمرين الذين يريدون إغلاق المؤتمر".
وقال عضو البرلمان الأوروبي السابق غاضبًا: "كنت أعلم أنه لن يتم الترحيب بي مرة أخرى في بروكسل".
وقال فاراج في ختام كلمته: "أفهم أن الشرطة حريصة جدًا على إغلاق هذا الأمر. إذا كانوا سيغلقونها، فيمكنهم فعل ذلك وأنا على المسرح".
وبعد ما يزيد قليلًا على ساعة من وصولها لأول مرة، عادت الشرطة البلجيكية لتسليم أمر رسمي إلى منظم المؤتمر المحلي، أنتوني جيلاند.
ونقلت النسخة الأوروبية لصحيفة "بوليتيكو" عن جيلاند قوله: "أحد الأسباب التي قُدمت لنا -وهو ليس السبب الوحيد- هو أنه سيكون هناك احتجاج مضاد بعد ظهر اليوم نحو الساعة الخامسة مساءً (بتوقيت بروكسل)".
وأضاف: "الفكرة هي أن الشرطة غير قادرة على حماية حرية التعبير في هذا المؤتمر".
حرية التعبير
تعد ساحة كلاريدج للفعاليات هي بالفعل المكان الثالث لانعقاد المؤتمر، بعد أن تم إلغاء الفعالية في الساحة الأولى، تحت ضغط من عمدة بروكسل الاشتراكي فيليب كلوز، ثم مارس عمدة "إتربيك" الليبرالي ضغوطًا على فندق "سوفيتيل" لإلغائه في المحاولة الثانية.
ومن بين الحاضرين الآخرين الذين كان من المقرر مشاركتهم في هذا المؤتمر، سويلا برافرمان، وزيرة الداخلية البريطانية السابقة، وإيريك زيمور، وهو زعيم يميني متطرف ترشح لمنصب رئيس فرنسا في عام 2022.
مع هذا، وصف مكتب رئيس الوزراء البريطاني قرار الشرطة البلجيكية بإغلاق المؤتمر بأنه "مثير للقلق للغاية"، حسبما نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وفي مؤتمر صحفي بعد ظهر اليوم الثلاثاء، أشارت المتحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إلى أن "رئيس الوزراء مؤيدًا قويًا ومدافعًا عن حرية التعبير ويعتقد أن ذلك يجب أن يكون أساسيًا لأي ديمقراطية".
وأضافت: "في حديثه على نطاق أوسع عن مبدأ مثل هذه الفعاليات، فهو -سوناك- واضح جدًا أن إلغاء الفعاليات، أو منع الحضور، وعدم حضور المتحدثين، يضر بحرية التعبير والديمقراطية نتيجة لذلك.
وأكدت المتحدثة أنها ليست على علم بأي خطط لإثارة هذه القضية مع الحكومة البلجيكية "من الواضح جدًا أن النقاش الحر وتبادل وجهات النظر أمر حيوي، حتى عندما تختلف".