يعيش ديلي آلي، لاعب فريق إيفرتون الإنجليزي، عدة محطات مؤلمة في حياته أثرت عليه، ليتحول من نجم صاعد إلى رجل محبوس في صراع مع النفس.
وأثناء تحليله لمباراة تشيلسي أمام إيفرتون في الدوري الإنجليزي، أمس الإثنين، على قناة "سكاي سبورتس"، أكد أنه يستطيع رؤية الضوء في نهاية النفق، بعد فترة طويلة من الإصابة، ولعل الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن هدفه اللعب في كأس العالم 2026.
كان هذا أول ظهور إعلامي كبير لديلي آلي منذ مقابلته الشهيرة، التي أخبر فيها العالم عن الألم الذي كان يواجهه، وصدمات الطفولة وقضايا الإدمان التي دفعته إلى العلاج، وكان من المستحيل عدم التأثر بصدق "ديلي" وشجاعته في ظروف لا يمكن تصورها تقريبًا.
كان العام الماضي سيئًا بالنسبة لـ"ديلي"، إذ لم يلعب منذ فبراير 2023، وكانت آخر مباراة له خلال فترة إعارة قصيرة في بشكتاش بتركيا، ومنذ ذلك الحين، غاب عن الملعب بسبب الإصابة، ويعمل بجد لاستعادة لياقته مرة أخرى على أمل أن يكون متاحًا لفريق إيفرتون بقيادة شون دايك.
وتحدث ديلي آلي بتفصيل كبير وبثقة متزايدة حول حياته المهنية بأكملها، خلال فترة احترافه في توتنهام ثم إلى إيفرتون، والعام الصعب الأخير بسبب الإصابة، وكشف في نهاية العرض أنه وجد صعوبة في مشاهدة كرة القدم خلال الأشهر الثمانية الماضية بسبب إحباطه من غيابه الطويل.
على الرغم من أنه كان وقتًا محبطًا على أرض الملعب، قال ديلي إنه كان عليه حقًا أن يتعلم ما هو الصبر، حيث لم يتعرض لإصابة طويلة الأمد من قبل فقد مر بهذه الفترة كرجل جديد.
وأصبح ديلي آلي أخيرًا في مكان جيد عقليًا مرة أخرى، ويشعر بأنه أفضل مما كان عليه لفترة طويلة، وقال إن ذلك منحه الأدوات اللازمة للتغلب على هذا الوقت العصيب، لقد تحدث كثيرًا عن "رحلته"، وعن التعلم والنمو، وكيف أنه "ممتن" لأنه مر بما فعله العام الماضي بالنظر إلى ما حدث منذ ذلك الحين.
كل هذا يثير التساؤل عما سيفعله "ديلي" عندما يتعافى من هذه الإصابة الطويلة الأمد، ويأتي في الأشهر الأخيرة من عقده مع إيفرتون، الذي ينتهي هذا الصيف، لقد كان يقوم بأعمال إعادة التأهيل في إيفرتون وتحدث بحرارة شديدة عن النادي.
ماذا سيفعل ديلي عندما يصبح لاعبًا حرًا في نهاية الموسم؟
سيكون التحدي هو العثور على نادٍ يشعر فيه بالراحة والدعم ليستمتع بلعب كرة القدم مرة أخرى، وقال إنه يريد البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه لا يريد الخوض في التفاصيل بينما لا يزال عقده مع إيفرتون، لقد تحدث بثقة عن معرفة مستواه كلاعب، وكشف أن هدفه الحقيقي الوحيد على المدى الطويل في الوقت الحالي هو اللعب مع إنجلترا في كأس العالم 2026.
وقال "ديلي" إن لديه تذكيرًا على هاتفه، في الساعة 11 صباحًا كل يوم وهو كأس العالم 2026، هذا هو هدفه.
وأضاف: "هدفي الوحيد هو كأس العالم، أنا مجروح الآن، لقد وقّعت مع إيفرتون، وعقليتي هي أن أتعامل مع الأمر يومًا بعد يوم، وأتأكد من شفاء إصابتي بشكل صحيح وأنني في أفضل حالة ممكنة، ولا أريد أن أتعجل في الأمر".
سيكون تحولًا كبيرًا بالنسبة لـ"ديلي" إذا انضم إلى تشكيلة الفريق في كأس العالم المقبلة، عندما يبلغ من العمر 30 عامًا، ولم يلعب مع منتخب إنجلترا منذ ما يقرب من 5 سنوات، وكان آخر ظهور له في نهائيات دوري الأمم في البرتغال في يونيو 2019، ولقد تغير فريق إنجلترا كثيرًا منذ ذلك الحين، لكن "ديلي" تحدث باقتناع حقيقي عن محاولة تحقيق ذلك، وإذا قام بخطوته التالية بشكل صحيح، فلا يوجد سبب يمنعه من القيام بذلك.
وتحدث "ديلي" الليلة الماضية عن استخدام السنوات القليلة الماضية كـ"أداة تعليمية" لعودته، قائلًا: "مع العملية التي مررت بها في الصيف، ويبدو الأمر وكأنني مستعد لهذا الأمر، حتى في أصعب الأوقات خلال هذه الفترة، لا أستطيع أن أكذب وأقول إن الأمر كان سهلًا وكنت سعيدًا طوال الوقت، كانت هناك بعض الأيام المظلمة خلال هذا الوقت، لكنني تمكنت من معالجة تلك الأيام والسماح لنفسي بتجربة هذا الخوف وتوجيهه إلى الأشياء الصحيحة".
وأكمل: "لم يفعل ذلك شيئًا ولكنه جعلني أرغب في العودة إلى القمة أكثر فقلت، حسنًا، أحتاج فقط إلى أخذ نفس في بعض الأحيان والاسترخاء والعمل على تحقيق هدفي النهائي في السنوات القليلة المقبلة واستخدامه، وهذا بمثابة أداة تعليمية بالنسبة لي".
وتابع: "أعتقد أن الأمر مثير فقط، وقد يشعر الكثير من اللاعبين بالذعر بشأن انتهاء عقودهم في الصيف، وقد تعرضت لإصابة لمدة عام ونصف، لكن هذه فرصة رائعة بالنسبة لي لإظهار نفسي ويا لها من قصة مذهلة، وما سوف يستمر عليه الأمر، والمرور بهذه المرحلة يجعل عودتي إلى القمة أفضل، أريد فقط الوصول إلى هناك".