في معرض ترويجها لكتابها الجديد، قالت ليز تراس رئيسة الوزراء البريطانية، الأقصر عمرًا، في السلطة، اليوم الثلاثاء إن "الدولة العميقة" داخل الولايات المتحدة تعمل بجهد أكبر، لتقويض مسار الرئيس السابق والمرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب، من أجل فترة ولاية ثانية.
وتسافر "تراس" إلى الولايات المتحدة للترويج لكتابها -الذي يصفها كقائدة ثورية ضد العولمة والاشتراكية والمؤسسة الليبرالية- في الولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، في جولة تتضمن خطابًا أمام مؤسسة التراث المحافظة في 22 أبريل.
وأضافت تراس، في مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن المؤسسة الاقتصادية الأمريكية "تتسلح بالفعل ضد ترامب وبرنامجه الاقتصادي".
وقارنت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة الجمهوريين الأمريكيين بإدارتها المحافظة، محذرة من أن السياسيين الجمهوريين "يخوضون معركة من أجل حياتهم"، بينما يتنافس ترامب مرة أخرى على البيت الأبيض.
وكتبت تراس: "لقد قوّضت الحالة الإدارية الولاية الأولى للسيد ترامب، وقوّضت فترة ولايتي كرئيسة لوزراء بريطانيا، ما أجبرني على ترك منصبي بعد 49 يومًا".
وأضافت: "افترضت أنني سأتمكن من تنفيذ الأجندة التي تم انتخابي على أساسها. كم كنت مخطئة، لقد قوّضت الدولة البيروقراطية البريطانية المبهمة الإصلاحات التي اقترحتها، وسوف يضع نظراءها الأمريكيين السيد ترامب في مرمى أعينهم إذا فاز في نوفمبر".
وتابعت: "ستحاول الدولة العميقة تقويضه أكثر مما فعلت في ولايته الأولى".
إلقاء اللوم
رغم إخراج "تراس" من منصبها من قِبل حزبها، بعد أن تسببت ميزانيتها المصغرة في حدوث اضطراب اقتصادي، وأدت إلى حالة من الفوضى في الأسواق، لكنها ألقت الاتهامات على آخرين.
في كتابها، تقول "تراس" إن وزارة الخزانة البريطانية، وبنك إنجلترا، ومكتب مسؤولية الميزانية التابعين له، شاركوا في "حملة همس مستمرة" ضد سياساتها لخفض الضرائب.
وقالت: "عندما دخلت داونينج ستريت -مقر رئاسة الوزراء البريطاني- في سبتمبر 2022، كان نمو الاقتصاد البريطاني ضعيفًا لسنوات، على الرغم من أسعار الفائدة المنخفضة بشكل مصطنع التي عملت على تعويد الحكومة والمستهلكين على حد سواء على الأموال الرخيصة والتضخم. وكانت الأعباء الضريبية وتكاليف الطاقة مرتفعة، وكانت دولة الرفاهة الاجتماعية متضخمة".
وبينما غادرت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي في عام 2020، أشارت "تراس" إلى أنه "ظلت مجموعة من القوانين المرهقة في كتاب القوانين البريطاني. فقد قبلت المؤسسة الاقتصادية النهج الأوروبي القائم على الضرائب المرتفعة والتنظيم العالي والحكومات الكبيرة، ولم تكن لديها شهية تذكر لسياسات جانب العرض أو التخفيضات الضريبية. وقد وافق عدد كبير للغاية من المحافظين على سعي المؤسسة نحو صفر صافي هجرة وارتفاع معدلات الهجرة".
وعلى هذه الخلفية، نصحت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة المحافظين "أن يفهموا أن الفوز في الانتخابات ليس كافيًا".
وأكدت: "يحتاج الفائز إلى خطة منسقة لتفكيك الدولة العميقة، التي تسعى إلى الحفاظ على نفسها".
مغازلة الشعبوية
ليست هذه المرة الأولى التي تغازل فيها "تراس" الشعبوية على الطريقة الأمريكية، ففي فبراير الماضي، تحدثت في مؤتمر العمل السياسي المحافظ في واشنطن، وسخرت من "المحافظين بالاسم فقط" ودعت الجمهوريين "الذين لن يستسلموا للمؤسسة".
كما أثارت رئيسة الوزراء السابقة الدهشة في المملكة المتحدة، عندما ظهرت إلى جانب كبير الاستراتيجيين السابق في البيت الأبيض ستيف بانون، والآن، تساند تراس عودة ترامب إلى السلطة، قائلة إنه "يجب عليه الفوز"، وجادلت بأن "العالم كان أكثر أمانًا" عندما كان في السلطة.
وجاء في المقال: إذا كانت كوارث السنوات الثلاثة الماضية علمتنا أي شيء، فهو أننا بحاجة إلى عودة محافظ إلى البيت الأبيض. فالغرب يستسلم للتحديات التي يفرضها عليه أعداؤه في الخارج، في حين يتم تقويضه من الداخل من خلال الترويج للأيديولوجيات اليسارية، والتطرف البيئي، واليقظة.
وأكدت أن "فوز ترامب من شأنه أن يوفر القيادة التي يحتاجها العالم الغربي بشدة".