شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الجمعة، على تقدير بلاده للعلاقة الاستراتيجية الخاصة مع الولايات المتحدة، معربًا عن ترحيبه في الوقت ذاته بتزايد نشاط الشركات الأمريكية العاملة في مصر، بحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية.
جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس المصري في مأدبة عشاء، أقامتها غرفة التجارة الأمريكية على شرفه، وذلك بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس العلاقات بين مصر والولايات المتحدة.
حوار مفتوح
وشهد العشاء حواراً مفتوحاً مع ممثلي قطاع الأعمال الأمريكي الحاضرين، والذين أبدوا اهتماماً بالعمل فى مصر، أو التوسع في مشروعاتهم القائمة، حيث أكد "السيسي" حرص بلاده على التواصل المستمر مع المستثمرين للتعرف على المعوقات التي تواجههم، والعمل على حلها وتذليل العقبات أمامهم.
وأعرب "السيسي" عن تقديره لدور غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال المصري الأمريكي في دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، منوهًا بأهمية دور القطاع الخاص في هذا الإطار، كقاطرة للنمو من خلال زيادة الاستثمارات ونقل المعرفة والخبرات؛ بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
مباحثات مثمرة
ولفت "السيسي" إلى المباحثات المثمرة، التي أجراها خلال زيارته إلى واشنطن مع عدد من المسئولين الأمريكيين، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، حيث تم التركيز على سبل تطوير التعاون الاقتصادي وتعظيم حجم التبادل التجاري بين البلدين وزيادة الأنشطة الاستثمارية للشركات الأمريكية في مصر، خاصةً في ضوء التقدم المُحرَز على مستوى الإصلاح الاقتصادي الهيكلي، وتهيئة البنية التشريعية والمؤسسية؛ لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى مصر.
إشادة بجهود الإصلاح الاقتصادي
وأشاد الحضور بالتقدم المحرز في إطار جهود الإصلاح الاقتصادي في مصر، لا سيما من خلال التدابير التي تم اتخاذها لتحسين بيئة الاستثمار وتشجيعه، فضلاً عن المشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها، والتي أسهمت في أن تكون مصر نموذجاً وقصة نجاح يحتذى بها على الصعيد الدولي، خاصةً في ظل الصمود الذي أبداه الاقتصاد المصري في مواجهة الأزمات العالمية المتلاحقة مؤخراً، وعلى رأسها جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، وتحقيقه نمواً إيجابياً فاق التوقعات وتفوق على العديد من الاقتصادات الناشئة على مستوى العالم.
تعزيز الاستثمارات الأمريكية
وأعرب الحضور عن الحرص على العمل خلال الفترة المقبلة على تعزيز الاستثمارات الأمريكية في مصر بمختلف المجالات، لا سيما الصحة والتكنولوجيا والسياحة، إلى جانب مجال الطاقة خاصة الجديدة والمتجددة، وذلك في ظل القيادة الناجحة لمصر لعمل المناخ الدولي، بعد استضافتها الناجحة للقمة العالمية للمناخ COP27 بمدينة شرم الشيخ "شرق البلاد" في نوفمبر الماضي.
وأكد "السيسي" اعتزام مصر مواصلة جهود الإصلاح والتطوير في ظل تنفيذ رؤية مصر لتحقيق التنمية المستدامة 2030.
مخرجات قمة المناخ تفتح آفاقًا للتعاون
وأشار السيسي -على وجه الخصوص- إلى أن مخرجات قمة المناخ بشرم الشيخ؛ تفتح آفاقاً واسعة للتعاون بين الجانبين في مجالات متعددة، خاصةً في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، حيث تقدم مصر العديد من الحوافز للشركات الدولية من أجل الاستثمار في طاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر ، في إطار الجهود المصرية للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة في المنطقة، مؤكداً تطلع بلاده إلى اغتنام الشركات الأمريكية لتلك الفرص الاستثمارية المتاحة؛ لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين.