الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بلينكن وبوريل في المنطقة.. أمريكا وأوروبا تحذران من الإنزلاق إلى حرب إقليمية

  • مشاركة :
post-title
التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تزايدت المخاوف من تحول الحرب الإسرائيلية على غزة، إلى صراع إقليمي أوسع نطاقًا، بعد تصاعد تبادل إطلاق النار بين جيش الاحتلال وحزب الله، على الحدود اللبنانية، أمس السبت، عقب اغتيال القيادي البارز في حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، الأسبوع الماضي.

ومنذ اندلاع الحرب على غزة، في السابع من أكتوبر 2023، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلًا يوميًا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، ويعلن حزب الله استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية، بينما يردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" وتحركات مقاتلين.

وأسفر التصعيد عند الحدود اللبنانية مع إسرائيل عن مقتل 181 شخصًا في الجانب اللبناني، بينهم 135 عنصرًا من حزب الله، وفق آخر حصيلة، أمس السبت. كما أعلنت منظمة الأمم المتحدة، أن أكثر من 76 ألف نازح في لبنان بسبب التصعيد مع إسرائيل على المنطقة الحدودية، وفق ما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية".

لكن الخشية من توسع نطاق الحرب تصاعدت بعد اغتيال العاروري، الثلاثاء الماضي، بضربة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله. وتلك المخاوف دفعت كبار الدبلوماسيين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى القيام بجولة في دول المنطقة، تهدف إلى تهدئة هذا التصعيد، الذي يهدد باتساع نطاق الحرب على غزة، إلى دول أخرى في المنطقة.

وبدأ أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، جولة في المنطقة مدتها خمسة أيام باجتماعات في تركيا، فيما زار جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، العاصمة اللبنانية بيروت.

بوريل في بيروت

وقال بوريل، في مؤتمر صحفي ببيروت، بحسب ما نقلته "رويترز" و"وكالة فرانس برس": "من الضروري للغاية ضمان عدم جرّ لبنان إلى صراع إقليمي.. وأبعث بهذه الرسالة إلى إسرائيل، لن ينتصر أحد في صراع إقليمي".

وأضاف بوريل، إنه اتفق مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، على العمل على "خفض التصعيد والاستقرار على المدى الطويل"، وذلك خلال اجتماع تناول جنوب لبنان وحرب غزة وسوريا.

كما دقّ بوريل ناقوس الخطر بشأن "تكثيف مقلق لتبادل إطلاق النار" عند خط ترسيم الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل، المعروف بالخط الأزرق.

وقال "بوريل"، في منشور على منصة "إكس"- تويتر سابقا- إن "الأولوية هي تجنب التصعيد الإقليمي وتعزيز الجهود الدبلوماسية بهدف تهيئة الظروف للتوصل إلى سلام عادل ودائم بين إسرائيل وفلسطين والمنطقة".

بلينكن في تركيا

والتقى بلينكن، أمس السبت، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان، في إطار جولة دبلوماسية جديدة في الشرق الأوسط تشمل دولًا أخرى بالمنطقة.

وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في تصريحات لـ"رويترز" إن "بلينكن شدد على ضرورة منع انتشار الصراع وتأمين إطلاق سراح المحتجزين لدى الفصائل في غزة، وتوسيع المساعدات الإنسانية، وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين".

وجاءت الجهود الدبلوماسية وسط جولة جديدة من العنف على الحدود اللبنانية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، والتي ينظر إليها المحللون على أنها النقطة الأكثر ترجيحًا لصراع جديد واسع النطاق، حسب ما ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

التصعيد بين حزب الله والاحتلال

وأطلق حزب الله، أمس السبت، عشرات الصواريخ على المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية قرب الحدود اللبنانية، كـ"رد أولي" على اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري، في ضربة إسرائيلية استهدفت إحدى الضواحي الجنوبية في بيروت، الأسبوع الماضي.

ولم ترد تقارير فورية عن سقوط ضحايا أو أضرار جراء الصواريخ التي أطلقها حزب الله، أمس السبت، على الرغم من أن الجماعة قالت إنها أصابت موقع مراقبة إسرائيليًا رئيسيًا بـ62 صاروخًا.

وفى المقابل، أعلن جيش الاحتلال، أنه ردّ على هجمات حزب الله بضربة بطائرة بدون طيار على "خلية إرهابية"- وفق وصفه. وأعرب بوريل عن قلقه بشأن تبادل إطلاق النار، وقال إنه من المهم عدم جر لبنان إلى الصراع في غزة.

وحسب "ذا جارديان"، يعتقد معظم المحللين، أن الصراع الشامل بين حزب الله وإسرائيل لا يزال غير محتمل، مع عدم استعداد أي منهما للمخاطرة بالموت والنفقات والدمار الذي قد يعنيه مثل هذا الصراع. واستشهدت الصحيفة بتهديد حسن نصر الله، زعيم حزب الله، بالثأر لمقتل العاروري، في خطابين ألقاهما الأسبوع الماضي، لكنه لم يلتزم بتصعيد كبير للهجمات على جيش الاحتلال.

ارتفاع الشهداء في غزة

وذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أن المخاوف تزايدت من اتساع نطاق الحرب الإسرائيلية على غزة، إلى الدول المجاورة مع استمرار ارتفاع عدد الشهداء، الذي يصل إلى نحو 23 ألف شخص بعد ما يزيد على ثلاثة أشهر من العدوان على القطاع المحاصر، منذ 7 أكتوبر الماضي، ومع نزوح أكثر من ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتدمير أعداد هائلة من المنازل والمدارس والمرافق الصحية والطرق وغيرها من الضروريات الأساسية خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.

مخاوف أخرى

ومن المخاوف الأخرى بالنسبة لواشنطن، تكثيف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر من قبل الحوثيين في اليمن، فمنذ 19 ديسمبر الماضي، نفذ الحوثيون ما لا يقل عن 20 هجومًا ردًا على العدوان على غزة، مما أدى إلى زيادة التوترات وتعطيل التجارة الدولية وزيادة المخاطر على الاقتصاد العالمي، وفق "ذا جارديان".