خلال فترات زمنية متقاربة، تجددت معاناة الشعوب الإفريقية من أزمات الغذاء جراء النزاعات والتغيرات المناخية وتداعيات جائحة كورونا وألقت الحرب الروسية الأوكرانية بظلالها على إفريقيا، لتتوالى التحذيرات من وقوع كارثة إنسانية وشيكة في القارة السمراء تحديدا.
وحول ملف وقضية الأمن الغذائي الإفريقي التي تعد من أهم القضايا المطروحة في القمة الأمريكية الإفريقية، قالت سعاد شلبي مساعد وزير الخارجية المصري سابقًا، إنه بعد الأزمة الروسية الأوكرانية وافتقار العالم كله للقمح والمغذيات وجميع المواد الغذائية اللازمة للزراعة، حدثت أزمة غذاء عالمي.
وأضافت في مداخلة لها على قناة "القاهرة الإخبارية"، من القاهرة، أن هذا يستدعي أن يبحث العالم عن الأراضي الزراعية التي لم تستغل والتي كان يجب أن تستثمر فيها الأموال والطاقات البشرية والمالية حتى يمكن أن تتجنب حدوث هذه الأزمة العالمية، ولا يجب أن يعتمد العالم كله على إنتاج بلد أو اثنين خاصة أن إفريقيا لديها من الإمكانيات الطبيعية سواء في التربة أو الماء أو الأيدي العاملة المدربة والأراضي الزراعية الكثيفة والتي تتطلب الاستغلال.
وبخصوص معاناة إفريقيا وانعكاس هذه الأزمة عليها مع تطورات الأحداث مرورا بالحرب الروسية الأوكرانية، قال عاصم إسماعيل الخبير الاقتصادي من الخرطوم، إن السبب الأساسي الذي أدى إلى معاناة القارة والشعوب الإفريقية من عدم توفر الغذاء هو الدول المستعمرة؛ لأنها تعلم أن إفريقيا بصورة عامة لديها موارد كبيرة، بما فيها المورد البحري.
وأضاف في مداخلة لقناة "القاهرة الإخبارية" من الخرطوم، أن الدول المستعمرة ظلت حتى بعد خروجه من إفريقيا تعمل على التحكم في القارة والدول الإفريقية بصورة كبيرة، وما نتج من فقر بالنسبة لهذه الشعوب وعدم استغلال هذه الموارد ناتج عن أن الدول الكبرى تعلم جيدًا أن هذه القارة الإفريقية هي الملاذ الآمن بالنسبة لتوفير الغذاء لكل الدول الأوروبية وأمريكا وحتى آسيا.
وأشار إلى أن انعقاد القمة الأمريكية الإفريقية بعد تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ظهر جليًا أنه لابد من الاستفادة من الثروات الكامنة الموجودة في القارة الإفريقية سواء كانت ثروات نفطية أو حيوانية أو معدنية، والاستفادة منها في الفترات المقبلة، باعتبار أن هذه الثروات متواجدة بصورة كبيرة ولم تستغل وهي ملاذ آمن بالنسبة لتوفير الغذاء والأمن الغذائي بالنسبة للعالم ككل.
وبشأن الخطوات والمنتظر من نتائج من هذه القمة فيما يتعلق بملف الغذاء والدور المصري قال الدكتور عطية الطنطاوي عميد كلية الدراسات الإفريقية، أن في آخر 7 سنوات مصر لم تغب مطلقا عن القارة الإفريقية بعد عودتها للعلاقات الإفريقية التي قادها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فهي دائما ما تنقل الرؤى والمشكلات الإفريقية إلى العالمية وإلى القمم والدول الكبرى وتتحدث باسم القارة الإفريقية.