بعد ثمان سنوات من أول دورة، تعود القمة الأمريكية -الإفريقية للانعقاد الثانى بالعاصمة واشنطن غدًا الثلاثاء والتي تسعى من خلالها الإدارة الأمريكية لاستعادة نفوذها المتراجع داخل القارة السمراء في السنوات الماضية.
وشهدت الأسواق الإفريقية مؤخرًا دخول قوى عظمى هي الصين وروسيا، ما أوجد صعوبات لدى الوجود الأمريكي الذي كان يسيطر على هذه الأسواق في الماضي، وهو ما شكل مكسبًا للدول الإفريقية.
وتراهن الدول الإفريقية على تبنى موقف الحياد بين القوى العظمى، سواء أمريكا من جهة أو روسيا والصين من جهة أخرى، كى تحقق أكبر قدر من المصالح التي تخدمها.
وحسب محمد عرفة، الخبير الاقتصادي، في مداخلة على شاشة "القاهرة الإخبارية" من تكساس أن اختلاف السياسات الأمريكية في الفترة الأخيرة أدى إلى أن العلاقات الإفريقية الأمريكية ليست في أحسن حال، حيث انخفض حجم الاستثمار الأمريكي في إفريقيا من 50 إلى 43 مليار دولار بسبب سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وتتطلع الإدارة الأمريكية لتصحيح موقفها السابق حول القارة السمراء في ظل الخطورة التي شكلها الانسحاب أمام النفوذ الصينى الروسي الذي يتضخم يومًا بعد يوم.
من جانبه يرى فؤاد قديش، رئيس كونفيدرالية المؤسسات المواطنة، أن جميع الدول العظمى أضحى لديها اهتمام كبير بإفريقيا، مستشهدًا بالقمة الفرنكفونية التي عقدت في تونس الأيام الماضية، وشهدت وجودًا للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وكذا الصراع الجيوسياسي بين أمريكا والصين في ملف الطاقة والطاقة البديلة التي تطمح كل الدول للحصول على حصة كبيرة مما تنتجه الدول الإفريقية.
ليس ملف الطاقة وحده هو الذي تزخر به القارة السمراء، بل أيضًا الأراضي الخصبة التي تغطى نسبة كبيرة من مساحتها، وهو ما يعنى أن دولها قادرة على أن تكون أحد الحلول في تأمين الغذاء العالمى في المستقبل.