رفضت بعض الدول على مستوى العالم، السكوت عن جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، باتخاذ موقف أكثر جراءة بإعلان رغبتها في الاعتراف بدولة فلسطين.
وأحيت الحرب الدائرة في قطاع غزة المناقشات حول حل الدولتين، بعد أن أعلنت إسبانيا، وأيرلندا وسلوفاكيا ومالطا في بيان مشترك أنها مستعدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية كردة فعل تجاه الأفعال العدوانية لإسرائيل، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
أيرلندا .. خطوة للاعتراف
وفي أحدث تلك الفصول، أعلن وزير الخارجية الأيرلندي ميشيل مارتن اقتراحه للاعتراف بفلسطين، في المستقبل القريب، مؤكدًا أنه يعتزم تقديم اقتراح رسمي للحكومة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأنه سيفعل ذلك عندما تنتهي المناقشات الدولية الأوسع.
وقال وزير الخارجية أمام البرلمان الأيرلندي: "إنه لا شك أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيتم، ولم يعد التأخير ذا مصداقية أو يمكن الدفاع عنه"، لافتًا إلى أنه أجرى مناقشات حول هذا الأمر مع زملائه الوزراء في دول أخرى خلال الأشهر الستة الماضية، الذي يعد بمثابة عامل تسريع لمساعدة الناس في غزة والضفة الغربية وتعزيز مبادرة السلام تحت القيادة العربية.
وتتخذ أيرلندا خطوات سريعة للاعتراف بفلسطين، بعد ما أكد وزير خارجيتها أن الإعلان سيتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وتعترف تسع من الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي بالدولة الفلسطينية: بلغاريا وقبرص وجمهورية التشيك والمجر ومالطا وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا والسويد.
إسبانيا.. دعم دائم
وتعهد بيدرو سانشيز، رئيس وزراء إسبانيا، بالعمل في أوروبا وبلاده من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مضيفًا أنه "في السنوات الأخيرة، رأينا كيف كانت إسرائيل تحتل بشكل منهجي الأراضي الفلسطينية، وأعتقد أنه يجب معالجة هذه المسألة".
وألمح "سانشيز" إلى أن بلاده قد تضطر إلى الاعتراف بدولة فلسطين من جانب واحد، مؤكدًا أنه "سيكون من المفيد بالنسبة لنا أن نفعل ذلك معًا (في الاتحاد الأوروبي)، لكن إذا لم يحدث ذلك، فستتخذ إسبانيا بالطبع قراراتها بنفسها".
ويرجع ميل إسبانيا تجاه فلسطين، لأسباب تاريخية ترجع لفترة حكم فرانشيسكو فرانكو، الذي حكم البلاد على مدار 40 عامًا، لم يعترف فيها نظامه أبدًا بإسرائيل، بحسب عالم السياسة فرناندو فاليسبان.
وفي عام 2014 صوّت البرلمان الإسباني على الاعتراف بالأراضي الفلسطينية كدولة.
كان رئيس الوزراء الإسباني الأسبق والتاريخي أدولفو سواريز، أول زعيم من أوروبا الغربية، يستضيف رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، في سبتمبر 1979، ما أثار انتقادات من الجاليات اليهودية الإسبانية.
مالطا.. وعود منذ 38 عامًا
واعترفت مالطا، إلى جانب دول أوروبا الشرقية مثل بلغاريا والتشيك ورومانيا وسلوفاكيا، بحق الفلسطينيين في إقامة دولة لهم منذ عام 1988.
أعلن رئيس وزراء جمهورية مالطا روبرت أبيلا، بعد اجتماعه مع قادة إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا في 22 مارس لمناقشة آخر التطورات في غزة والشرق الأوسط، الاستعداد للاعتراف بدولة فلسطين، في ظل دعم مالطا إلى حل الدولتين لإحلال السلام في الشرق الأوسط.
سلوفينيا.. دعم سياسي
من جانبه أعرب رئيس الوزراء السلوفيني روبرت جولوب عن تفاؤله بإمكانية بذل المزيد لتعزيز الدعم السياسي لفلسطين في الأمم المتحدة، كما أعرب عن اعتقاده أنه خلال أسابيع قليلة، قد تشهد الاعتراف بدولة فلسطين.
138 دولة تعترف
وتحظى فلسطين بالاعتراف بها كدولة من قِبل 138 من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة، بينما تتخذ كل من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا واليابان وكندا، موقفًا مغايرًا برفض إعطاء فلسطين ذلك الاعتراف.
في عامي 1993 و1995، وقّعت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية اتفاقيات أوسلو لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر، بما في ذلك إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية كإدارة مؤقتة تتمتع بالحكم الذاتي في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.
أمريكا أبرز الرافضين
ويجب أن يحظى طلب أي دولة للانضمام إلى الأمم المتحدة بموافقة تسعة على الأقل من أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشر، وإذا استخدم أي من الأعضاء الخمسة الدائمين في المجلس حق النقض ضد العرض، فلن تتمكن الدولة من الانضمام.
وتشكل الصين وفرنسا والاتحاد الروسي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة تلك الدول الخمس، ولا تعترف الولايات المتحدة أو فرنسا أو المملكة المتحدة بالأراضي الفلسطينية كدولة، كما أكدوا أنهم لن يعترفوا بها حتى يتم حل الصراع مع إسرائيل سلميًا.