كان ظهور بيشوي عماد، مترجم لغة الإشارة، من خلال مسلسل "عتبات البهجة"، لافتًا لكثير من الجمهور، إذ استطاع أن ينقل إحساس وانفعالات أبطال العمل للمشاهد باحترافية، دون أن يتفوه بكلمة واحدة، مكتفيًا بعلامات الإشارة التي ترجمت الكثير من المعاني العميقة بالمسلسل.
أكد "عماد"، أن فكرة ترجمة المسلسل إلى لغة الإشارة جاءت مصادفة أثناء التجهيز لمشروع بلغة الإشارة مع الكاتب جمال العدل، وقال لموقع "القاهرة الإخبارية": "قبل انطلاق رمضان بثلاثة أيام اقترحت على الجهة المنتجة الفكرة وتحمسوا للغاية، وأنا لا أعتبر هذا المجال عملًا عاديًا أمتهنه، لكنه ملف مهم في حياتي، وتغلبنا على ضيق الوقت وتمت ترجمته وبالفعل وخرج بيان أنه أول مسلسل يترجم في الدراما بشكل عام".
استطاع بيشوي تسجيل عدد من الفيديوهات مع فريق عمل المسلسل، لنشر فكرة لغة الإشارة، قائلا: "من خلال وجودي بالتصوير مع النجوم سجلت معهم فيديوهات بلغة الإشارة لنشر الفكرة وتعريف أنفسهم بها، وسط ترحيب كبير من كل الفريق بداية من الفنان يحيي الفخراني، فكان هدفنا نشر لغة الإشارة بين الناس، وأعتبر ترجمة العمل إلى لغة إشارة خطوة عظيمة، إذ إنه أمر يحدث لأول مرة في تاريخ الدراما".
أشاد "عماد" بالدور الكبير الذي تلعبه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في تبني ملف لغة الإشارة، قائلًا: "تتبنى المتحدة هذا الملف، وسبق أن ترجمت مسلسل الرسوم المتحركة (يحيي وكنوز)، فضلًا عن ترجمة نسخة الإعادة في مسلسل (زلزال) على الهواء مباشرة، بينما مسلسل (عتبات البهجة) يعد أول عمل في موسم رمضان يتم ترجمته إلى لغة الإشارة".
وأشار إلى أنه تم تقديم نسختين من المسلسل إلى "المتحدة" إحداهما مترجمة والأخرى بدون ترجمة، لكن الشركة قررت عرض النسخة المترجمة إلى لغة الإشارة"، مضيفًا: "أود توجيه الشكر إلى مجموعة العدل جروب والمتحدة للخدمات الإعلامية لتقديم عمل وترجمته إلى لغة الإشارة".
"من قلب المحنة تولد المنحة".. كانت نشأة بيشوي عماد في أسرة من الصم، بمثابة منحة ربانية، وحمل على عاتقه توصيل رسالة 7.5 مليون شخص من الصم، وإدماجهم في المجتمع، فكان ينقل إحساس المتحدث للمشاهد، ليطلق عليه البعض بأنه "مذيع البهجة"، وقال عن عمله بهذا المجال: "لم يكن هناك أي كلية تدرس لغة الإشارة ولكنني ولدت في أسرة صماء، لأب وأم ممن يعانون من الصمم، فكانت لغة الإشارة هي اللغة الأم في الحديث بيننا، وحضرت دبلومات ودخلت في برامج تدريبية على مستوى الوطن العربي، وأصبحت عضوًا لمنظمات عربية ودولية في هذا الملف، وحاليًا مذيع لغة الإشارة ورئيس كيان (حكاية إشارة) التابع لوزارة الشباب والرياضة".
أضاف: "أتبنى مشروع الترجمة إلى لغة الإشارة، وهي لغة وصفية ولها قاموسها، وكان من حسن حظي أنني كنت أترجم لغة الإشارة إلى دفعة من الصم في معهد الفنون المسرحية قسم إخراج وتمثيل، واكتسبت خلالها كيفية القدرة على نقل المشاعر بدون كلام، والمترجم المتمكن ينقل الإحساس والصورة من خلال الإشارات فقط".