أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الخميس، مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار، مقابل أي معلومات عن القيادي في تنظيم القاعدة إبراهيم البنا، والمعروف باسم أبو أيمن المصري.
نشرت السفارة الأمريكية لدى اليمن، عبر صفحتها بموقع "تويتر"، بيانًا قالت فيه: "يقدم برنامج مكافآت من أجل العدالة، مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات عن إبراهيم البنا، والمعروف باسم أبو أيمن المصري.. البنا هو قائد كبير بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي صنفته الولايات المتحدة منظمة إرهابية أجنبية".
أشارت التقارير الأمريكية إلى أن أبو أيمن المصري، عضو مؤسس في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وتولى قيادة شؤون الأمن بالجماعة، وقدّم توجيهات عسكرية وأمنية لقادة التنظيم.
ليست الأولى
لا تُعدُّ هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيه الإدارة الأمريكية مكافأة مالية عن ورود أي معلومات عن أبو أيمن المصري، ففي عام 2014 أُضيف اسمه إلى قائمة المطلوبين لبرنامج المكافآت من أجل العدالة لوزارة الخارجية الأمريكية.
منذ عام 2011 يعلن مسؤولون في الإدارة الأمريكية، استهدافه في بلدان عربية عدة من خلال عمليات عسكرية في اليمن.
في عام 2011، أطلقت الإدارة الأمريكية عملية عسكرية بطائرات دون طيار، استهدفت خلالها 9 من عناصر تنظيم القاعدة في اليمن بعملية للجيش الأمريكي في محافظة شبوة، ورجَّحت وسائل الإعلام اليمنية حينها مقتل إبراهيم البنا ضمن عناصر القاعدة، إلا أن مصيره بقي غامضًا آنذاك.
في عام 2018 أعلن مسلحون من حركة "نور الدين الزنكي" في سوريا، أنهم نجحوا في استهدافه.
في عام 2010 أعلن مسؤولو الأمن في اليمن أنهم تمكنوا من اعتقال البنا ونشرت صحيفة يمنية نصوص استجوابه في نوفمبر 2010، ونُشر ملف شخصي عنه، وزعم أن اسمه كاملًا هو الشيخ إبراهيم محمد صالح البنا وكنيته أبو أيمن المصري.
أكدوا أنه اعترف خلال استجوابه بأنه كان عضوًا في جماعة طلائع الفتح، فرع من جماعة الجهاد الإسلامي المصرية في وقت مبكر من عام 1993، الذي كان من ضمن المشتبه بأنهم وراء محاولة اغتيال رئيس الوزراء المصري الأسبق عاطف صدقي.
وفق بيانات صحفية، هرب البنا إلى اليمن وانضم إلى تنظيم القاعدة الذي كان تحت قيادة أيمن الظواهري حينها.
من هو أبو أيمن المصري؟
اسمه الرسمي إبراهيم البنا، ولد في مصر عام 1965، وهو حاصل على ليسانس شريعة وقانون من جامعة الأزهر.
انضم إلى جماعة "الجهاد الإسلامي" وأصبح قياديًا بارزًا فيها في الفترة بين 1996-1998، وكان مسؤولًا عن التدريب والاستخبارات ضمن الجماعة، وشغل منصب مسؤول الجناح الإعلامي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ويُعدُّ من أهم المؤسسين لهذا الفرع.
وفقًا لتحقيقات سابقة، فإن البنا كان يجيد تزوير الأوراق الرسمية ويجيد التخفي والتنقل بين الدول بكل سهولة ويسر، وكان يحظى باحترام وتقدير قيادات التنظيم في أفغانستان، بوصفه أسطورة في إعداد الأوراق المزورة لأعضاء القاعدة ومساعدتهم في التنقل عبر المطارات العالمية، بفضل أوراقه الرسمية المزورة، التي أسهمت في إخفاء عناصر القاعدة عن أعين أجهزة الاستخبارات في العالم.
يُعدُّ إبراهيم البنا مؤسس مخابرات تنظيم القاعدة، ودرّب عناصر القاعدة على أعمال التجسس والتخفي بناءً على تعليمات من زعيم القاعدة أيمن الظواهري. وأدّى دورًا بارزًا في تدريب كوادر التنظيم في اليمن، وامتد تأثيره إلى الفرع العراقي.
في سوريا، شارك أبو أيمن المصري في معارك عدة بريف حلب الغربي والشمالي والجنوبي وفي معارك إدلب، وعمل مسؤولًا للتعليم وحلقات القرآن بإدارة شؤون المهجرين، ضمن صفوف "هيئة تحرير الشام" التي يقودها أبو محمد الجولاني بعد فك الارتباط مع تنظيم القاعدة.