الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صبر الحلفاء بدأ ينفد.. الاحتلال يخطط للبقاء في غزة

  • مشاركة :
post-title
دمار فى غزة جراء العدوان الإسرائيلى

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

مع مرور 6 أشهر على العدوان الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة، بدأ صبر حلفاء دولة الاحتلال ينفد، مع ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين، وأصبح من الواضح بشكل متزايد، أن إسرائيل ليس لديها خطة قابلة للتطبيق لكيفية إنهاء الحرب أو ما سيأتي بعد ذلك، وفق ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.

إسرائيل معزولة

وقالت الشبكة، إن إصرار مسؤولي الاحتلال على مواصلة العدوان على غزة، على الرغم من العواقب الإنسانية المروعة، يترك إسرائيل معزولة على نحو متزايد على الساحة العالمية، إذ تواجه حكومتها الضغوط من كل الأطراف.

ولفتت الشبكة إلى أن منظمات دولية متعددة حذرت من أن إسرائيل قد ترتكب إبادة جماعية في غزة، وحتى أقرب حلفاء دولة الاحتلال ينتقدون الآن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علنًا، وتتزايد الدعوات لوقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وفي الوقت نفسه، يتعرض نتنياهو وحكومته لضغوط متزايدة في الداخل، مع عودة المتظاهرين إلى الشوارع بأعداد كبيرة مطالبين باستقالته.

أهداف لم تتحقق

وأوضحت "سي. إن. إن" أن جيش الاحتلال شنّ الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر، وقالت الحكومة الإسرائيلية إن العملية لها هدفان، القضاء على حماس وإعادة المحتجزين لدى الفصائل في غزة. وبعد ستة أشهر من الصراع، لم يتم التوصل إلى أي من الهدفين.

في الوقت نفسه، كانت حصيلة الحرب على الفلسطينيين مروعة، إذ استشهد أكثر من 33 ألف شخص، بما في ذلك آلاف الأطفال، وفقًا للسلطات الصحية في غزة.

علاوة على ذلك، أصيب نحو 75 ألفًا، وأكثر من مليون شخص على حافة المجاعة، ويواجهون ما تصفه المنظمات الدولية بمجاعة "وشيكة".

لا نهاية في الأفق

ونقلت الشبكة الأمريكية عن خالد الجندي، مدير برنامج فلسطين والشؤون الفلسطينية الإسرائيلية في معهد الشرق الأوسط: "أعتقد أن الحرب تجاوزت بالفعل توقعات أي شخص من حيث مدتها وشدتها وحجمها وقدرتها على الدمار، وليس هناك نهاية في الأفق".

ومع ذلك، يرفض نتنياهو تغيير مساره، ويرفض الدعوات لوقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية، وإعادة التفكير في خطته لاجتياح مدينة رفح الفلسطينية، المكدسة بالنازحين. وقال الجندي: "لا توجد خطة قابلة للتطبيق لمستقبل غزة، ليس فقط لليوم التالي، بل حتى اليوم.. لا أحد يعرف متى ستنتهي هذه الحرب، أو كيف ستنتهي".

وقال العديد من الخبراء لـ"سي. إن. إن" إن إسرائيل تواجه وضعًا مستحيلًا، لأن الهدف الذي حددته لنفسها، وهو القضاء على حماس، غير قابل للتحقيق.

وقال الباحث ناثان ثرال، الخبير في الصراع العربي الإسرائيلي: "لا تستطيع إسرائيل أن تحقق هدفها المعلن المتمثل في القضاء على حماس، لأن الحركة تشكل جزءًا لا يتجزأ من المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة".

وأضاف ثرال: "بعد أن أعلنت إسرائيل أنها هزمت حماس في شمال غزة، ترى أن الجنود الإسرائيليين يموتون كل أسبوع في الشمال، لذلك فمن الواضح أن حماس ستستمر في الوجود بعد هذه الحرب، سواء اجتاحت إسرائيل رفح أم لا.. حماس قوة كبرى على الأرض وستبقى كذلك حتى نهاية هذه الحرب".

تدمير حماس ليس واقعيًا

وأوضح ثرال أن هذا يعني أن قادة إسرائيل ليس لديهم طريقة قابلة للحياة للخروج من الصراع. وقال: "إن الخيارات الواقعية أمامهم هي الاستمرار في احتلال غزة إلى أجل غير مسمى، وهو ما لا يريد معظم الإسرائيليين القيام به، أو بدلًا من ذلك مغادرة غزة وجعل حماس هي القوة الأقوى على الأرض في غزة"، على حد تعبيره.

وقال الجندي أيضًا إن "هدف تدمير حماس لم يكن واقعيًا على الإطلاق"، وأضاف: "أعتقد أنه حتى المسؤولين الأمريكيين أدركوا، متأخرًا، أنه من الجنون التام أن يسمح الناس لهذا الرعب بالاستمرار كما لو كان هدف تدمير حماس أكثر أهمية من أي شيء آخر في العالم، بما في ذلك أمن إسرائيل المستقبلي".

وأوضح الجندي، أن "هدف الاحتلال منفصل عن الواقع لأنه حتى لو دمرت حماس، فإنك تخلق شيئًا سيكون أسوأ بكثير من المستقبل. لأن لديك الآن أكثر من 30 ألف شخص ماتوا، و17 ألف يتيم، ما هي نظرتهم إلى إسرائيل والولايات المتحدة عندما يكبرون؟"

الأصدقاء لا يثقون في الحكومة

وقال هاريل شوريف، الباحث في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا بجامعة تل أبيب، لـ"سي. إن. إن" إن افتقار إسرائيل إلى خطة ملموسة يضر بشكل متزايد بعلاقاتها مع حلفائها.

وأضاف: "إن أصدقاؤنا، أمريكا أولًا وقبل كل شيء، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا- لا يثقون في الحكومة، لأنهم يعرفون ما يفعلونه، وأن لديهم خطة استراتيجية لليوم التالي؛ وقال: "إنهم لا يثقون بنا للقيام بالشيء الصحيح".

وكشف نتنياهو عن خطته لمستقبل غزة ما بعد حماس في أواخر فبراير، ودعا إلى التجريد الكامل من السلاح في القطاع، ورفض أي ضغوط من المجتمع الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

 الإسرائيليون حجر عثرة

ويقول الأكاديمي البريطاني الباحث إتش إيه هيلير: "هناك الكثير من الخطط، لكن أيًا منها غير قابل للتنفيذ، بصراحة، بسبب حجر عثرة واحد، وهو الإسرائيليون".

وأضاف: " لقد أوضح الإسرائيليون تمامًا أنهم يعتزمون السيطرة الأمنية الكاملة على غزة، وهو ما يلقي بالطبع بظلاله غير القابلة للتنفيذ في عمل أي خطة تسعى إلى نقل السلطة إلى أي كيان آخر".

ورفض نتنياهو في السابق أيضًا الاقتراح القائل بأن السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، يمكن أن تسيطر على غزة. وبدلًا من ذلك، تتصور الخطة الإسرائيلية وجود "كيانات محلية" تدير الخدمة المدنية في القطاع. وقال شوريف: "يمكن أن تكون عشائر محلية، كما فسرها البعض، ويمكن تفسيرها على أنها سلطة فلسطينية متجددة".

لكن الجندي استبعد خروج جيش الاحتلال من غزة، وقال: "على الأرجح، ما سيحدث هو أنه سيكون لديك وجود عسكري إسرائيلي لأجل غير مسمى على الأرض".