الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أمير المصري.. "طفل خجول" أصبح بطلا عالميا داعما لفلسطين

  • مشاركة :
post-title
الممثل أمير المصري

القاهرة الإخبارية - محمود ترك

تطورت شخصية الممثل العالمي الشاب أمير المصري من طفل وُلد في منطقة شبرا الشعبية في مصر، يتملكه الخجل ويسيطر عليه، إلى نجم سينمائي عربي وعالمي، يعبر عن آرائه بحرية وشجاعة شديدة، حتى لو كلفته خسارة عمل فني، خصوصًا إذا كانت آراؤه تتعلق بقضية عربية غاية في الأهمية وهي القضية الفلسطينية.

"قلبي يتعاطف مع كل النساء والرجال والأطفال الذين يعانون حاليًا في غزة، لنأمل ونصلي أن نجد سلامًا في المنطقة ووقف عاجل لإطلاق النار"، لم يتردد أمير المصري في قول هذه الجملة المختصرة بحفل توزيع جوائز البافتا-اسكتلندا، ليساند أهل فلسطين ويعلن موقفه من ممارسات جيش الاحتلال الإٍسرائيلي، إذ كان موقفه حاسمًا لم يلجأ فيه إلى الحلول الوسطى أو المواربة.

هذا الموقف المعلن جعل بطل مسلسل "مليحة" يتعرض للاستبعاد من مسلسل أجنبي رُشح له، كان سيحدث نقلة فنية في مشواره المهني، الأمر الذي لا يعده أمير المصري في قاموسه خسارة طالما ظل صاحب موقف وقضية إنسانية.

النجم الشاب أصر على إعلان موقفه من ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ نشر فيديو قال فيه إنه ضد القتل خاصة للأبرياء، ولا يعتقد أن أحدًا سيكون سعيدًا لرؤية الأبرياء يقتلون، مشيرًا إلى أن هذا النزاع لم يبدأ فجأة، فالرجال والنساء والأطفال يعانون من العيش في سجن مفتوح منذ عقود فلسطين، ووصف ما يحدث بجريمة حرب وإبادة جماعية.

أمير المصري في فيلم limbo

جرائم الاحتلال الإسرائيلي بدأت منذ نحو 76 عامًا وليس فقط من أكتوبر الماضي، جملة حرص أمير المصري على قولها في الفيديو الذي بثّه للتنديد بجرائم إسرائيل، ومن نفس المنطلق يأتي مسلسله "مليحة" الذي يعرض حاليًا ضمن الموسم الدرامي الرمضاني، ويسلط الضوء على تاريخ القضية الفلسطينية، ويستعرض الممارسات والجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويؤكد على حق أصحاب الأرض.

يجسد أمير المصري في المسلسل الذي يحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة دور "علي" طبيب أسنان وشقيق الضابط "أدهم"، والذي يرغب في الهجرة إلى الخارج وفي نفس الوقت تربطه قصة حب مع "فريدة" ابنة خاله.

يأتي المسلسل في ظل مجموعة من الأعمال الفنية المصرية لأمير المصري التي يحرص فيها على أن يكون على تواصل دائم مع الجمهور العربي، إذ يؤمن بأن النجاح في بلاده له مذاق آخر، ومقتنعًا بالنصيحة التي أعطاها له النجم المصري العالمي عمر الشريف، بضرورة أن يبدأ ويكون له اسم قوي في مصر قبل أن يذهب إلى العالمية.

هذه النصيحة قالها عمر الشريف لأمير المصري، قبل أن يخطو الأخير أية خطوات نحو عالم التمثيل، لكن نجم فيلم "دكتور زيفاجو" منح بطل "هاشتاج جوزني"، شيئًا أكثر من النصيحة، إذ كان سببًا في دخوله مجال الفن، عندما سلمه بطاقة دعوة لحضور العرض الخاص لفيلم "حسن ومرقص" الذي جمع الشريف بعادل إمام.

الممثل أمير المصري

فضل عمر الشريف البقاء في الفندق وعدم الذهاب، ليستقل أمير المصري سيارة فارهة ويذهب إلى العرض الخاص للفيلم في فرنسا، وتعتقد وسائل الإعلام وكاميرات المصورين وقتها إنهم سيحظون بفرصة عمل حوارات ولقاءات مع نجم "لورانس العرب" مرتديًا بدلته الفاخرة، لكنهم فوجئوا بشاب لا يعرفونه يرتدي ملابس عادية ويحمل في يديه دعوة عمر الشريف.

في قاعة السينما، التقى أمير المصري والسيناريست يوسف معاطي الذي كان يكتب وقتها فيلم "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة"، والمفارقة القدرية أنه كان يبحث عن فتي يتحدث اللغة العربية بلكنة إنجليزية، وعرض عليه المشاركة في الفيلم الذي تصدر بطولته محمد هنيدي، لتبدأ رحلته نحو النجومية في مصر، ثم ينطلق في عدة أعمال أجنبية ذائعة الصيت.

الشهرة التي حققها أمير المصري في الخارج يستفيد منها في إعلان مواقفه تجاه قضايا وطنه العربي، إذ يستمر في دعم غزة، وأعلن مؤخرًا أنه سيتبرع بملابس شخصيته في فيلمه الشهير Limbo لصالح أهالي غزة.