نجح عدد من المخرجين في أخذ جمهور الدراما التلفزيونية الرمضانية في رحلة عبر حكايات درامية بعضها يتعمق داخل التاريخ، وأخرى تتنقل في عالم من الفانتازيا والخيال، إضافة إلى سرد قضايا سياسية واجتماعية مهمة.
ومع قرب انتهاء شهر رمضان، استطاع عدد من المخرجين المرور بنجاح في تحديات فنية جديدة وطرق مناطق إبداع خاصة، ويبرز من بينهم اسم المخرج بيتر ميمي، الذي تألق من خلال مسلسل "الحشاشين" بطولة كريم عبدالعزيز، ويسرد قصة حسن الصباح، مؤسسة طائفة الحشاشين خلال القرن الـ11 الميلادي، في صياغة درامية لتاريخ الطائفة التي اشتهرت بتنفيذ العديد من الاغتيالات.
بيتر ميمي ينافس المسلسلات العالمية بـ"الحشاشين"
حافظ المخرج بيتر ميمي طوال حلقات "الحشاشين" على إيقاع جيد الصنع، يحفز المشاهد على متابعة المسلسل التاريخي الأبرز في دراما رمضان 2024 ذو الإنتاج الضخم، مُعتمدًا على الدقة في عناصر فنية أخرى، منها الديكور وتصميم الأزياء، والتصاعد الدرامي للشخصيات والأحداث.
ظهر مسلسل "الحشاشين" في شكل ينافس الأعمال الأجنبية التاريخية، كما تميز في شكل المعارك الحربية التي تضمنها السياق الدرامي للعمل، الذي كتبه السيناريست عبدالرحيم كمال، ليعد المسلسل علامة واضحة وفارقة في تاريخ الدراما العربية التاريخية.
ويحسب للمخرج ظهور عدد من النجوم بشكل مختلف في المسلسل، منهم كريم عبدالعزيز وأحمد عيد وفتحي عبدالوهاب ونيقولا معوض وغيرهم من النجوم.
إسلام خيري.. "جودر" وعالم من الفانتازيا بتقنيات عصرية
أما المخرج إسلام خيري الذي تألق العام الماضي من خلال المسلسل الكوميدي "جت سلمية"، فتصدى هذا العام لمهمة من العيار الثقيل، من خلال مسلسل "جودر" المأخوذ عن إحدى روايات "ألف ليلة وليلة" الشهيرة، ليأخذ جمهور الدراما في عالم من الخيال والفانتازيا رُسمت تفاصيله بعناية شديدة.
المسلسل الذي تصدر بطولته ياسر جلال، حقق بعد عرضه في النصف الثاني من رمضان نسبة مشاهدة مرتفعة، ورغم خطورة المهمة عبر بها ومعها إسلام خيري إلى سلم النجاح، ما يفتح الباب إلى استلهام الدراما التلفزيونية قصصًا أخرى من حكايات "ألف ليلة وليلة" بعد توقف سنوات، التي كان ارتبط بها الجمهور بشكل كبير.
ظهر مسلسل "جودر" بشكل يعتمد بشكل كبير على وسائل التكنولوجيا الحديثة وما تشهده من تطورات على مستوى الصورة، ما جعل الحكايات الفانتازية تظهر بشكل يصدقه الجمهور ويتفاعل معه.
عمرو عرفة.. تاريخ مفصل للقضية الفلسطينية في "مليحة"
وكان للمخرج عمرو عرفة تحدٍ خاص بمسلسل "مليحة"، الذي تنبع أهميته في أنه يحمل على عاتقه تسليط الضوء دراميًا على القضية الفلسطينية وتاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
ويتضمن سجل عمرو عرفة الفني فيلمًا آخر يتعرض للصراع العربي الإسرائيلي، وهو "السفارة في العمارة" بطولة عادل إمام، والصادر 2005، لكنه في مسلسل الرمضاني الحالي "مليحة" يتعمق أكثر في التاريخ، ليسرد بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، والحروب التي خاضها أصحاب الأرض وأيضًا الدول العربية ضد إسرائيل لتحرير أراضيهم.
هاني خليفة يواصل النجاح بـ"بدون سابق إنذار"
دخل المخرج هاني خليفة السباق الدرامي الرمضاني مُنتشيًا بالنجاح الكبير الذي حقق فيلمه "رحلة 404" بطولة منى زكي، ليحقق انتصارًا آخر من خلال مسلسل "بدون سابق إنذار" بطولة آسر ياسين وعائشة بن أحمد، ويجذب أنظار الجمهور لمتابعة رحلة الزوجين "مروان" وليلى" في البحث عن ابنهما الحقيقي، الذي تم تبديله في أثناء ولادته، مُسلطًا الضوء على الكثير من المشكلات الاجتماعية.
نادين خان وإبداع نسائي بروح شبابية في "مسار إجباري"
وفي ظهور مميز للمخرجات النساء في دراما رمضان، نجحت نادين خان ابنة المخرج الراحل محمد خان، في صياغة دراما اجتماعية شديدة التميز من خلال مسلسل "مسار إجباري".
ويحسب للمسلسل اعتماده على البطولة الشبابية، إذ تصدر بطولته أحمد داش وعصام عمر، رفقة عدد من الممثلين المخضرمين منهم صابرين وبسمة ورشدي الشامي.