أصبح وجود الممثل المصري محمد شاهين في الأعمال الفنية بمثابة عنوان لتميز العمل الذي يشارك به، ورغم أنه لم يصعد إلى أدوار نجم الشباك، لكن حقق نجومية خاصة تعتمد على ثقة المشاهد من ناحية، واطمئنان صناع الدراما على إجادته للشخصية التي يجسدها من ناحية أخرى.
عام 1995 صدر في دور السينما فيلم "الجراج" أحد أبرز الأفلام المصرية التي تتحدث عن عالم المهمشين، بطولة نجلاء فتحي وفاروق الفيشاوي، إلى جانب عدد كثير من الأطفال، ولاقى العمل إشادة من النقاد، رغم أن إيراداته السينمائية لم تكن الأفضل وقتها، لكن الفيلم أثر وجدانيًا في محمد شاهين، وشعر برغبة في أن يكون مكان أحد الأطفال المشاركين في العمل، خصوصًا دور كريم الحسيني الذي جسد شخصية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، حسبما قال شاهين في أحد حواراته الإعلامية.
تعلق شاهين بفن التمثيل وأعرب لأسرته بعدما انتهى من دراسة الثانوية العامة عن رغبته في الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، لكن قوبل ذلك باعتراض من العائلة، ليلتحق بكلية التجارة، ومن هنا بدأ رحلته بالوقوف على خشبة مسرح جامعة القاهرة، ثم التحق بعدة ورش تمثيل، أبرزها ورشة الابداع الفني لإعداد الممثل التي يشرف عليها المخرج خالد جلال.
أولى مشاركات شاهين في السينما كانت من خلال دور صغير في فيلم "حريم كريم" الصادر عام 2005، وبعد الانتهاء من تصويره، لم يكد يصدق نجم مسلسل "لحظة غضب" أن لحظة الانطلاق أكثر نحو النجومية وتحقيق ذاته وشغفه الفني تأتي على يد المخرج شريف عرفة، الذي اختاره للمشاركة في فيلم "حليم" بدور عازف الكمان عبدالله في فرقة عبدالحليم حافظ، وأنه سيشارك في فيلم من بطولة أحمد زكي.
يحسب لشاهين في مشواره الفني بالدراما التلفزيونية بدايته القوية من خلال ست كوم "تامر وشوقية" أحد أبرز المسلسلات الكوميدية هذه الفترة، الذي كان يشارك في إنتاجه أيضًا شريف عرفة، وشارك في بطولته النجوم أحمد الفيشاوي، أحمد مكي، مي كساب، إنجي وجدان، علا رشدي وغيرهم.
واستمر نجاح "تامر وشوقية" لمدة 4 مواسم اكتسب فيهم شاهين ثقة الجمهور وخبرة في الوقوف أمام الكاميرا، وزادت لديه الرغبة في تقديم المزيد من الشخصيات الكوميدية، منها أدواره في أفلام "لا تراجع ولا استسلام، عسل أسود، الكبير أوي، وإكس لارج"، وغيرها من الأعمال.
استغرق محمد شاهين نحو 8 سنوات من تقديم الأدوار الكوميدية، حتى يبحث عن نقطة انطلاق أخرى، وجدها في دور الضابط "مدحت محفوظ" بمسلسل "نيران صديقة" عام 2013، ليقدم نفسه بشكل مغاير للجمهور، فالممثل الذي يتمسك بثقافة الرفض لأي عمل فني أو دور، يثق في قدرته على تقديم مختلف الأدوار، ويشترط ضرورة اقتناعه الذاتي بالعمل الفني حتى يقتنع به المشاهد.
من هذا المنطلق اقتنع شاهين بدوره في مسلسل "لحظة غضب" الذي عُرض في رمضان الجاري، ليظهر بشكل مختلف، ويطلق شاربه، ليجسد شخصية "مصطفى الفولي" الحازم مع موظفي شركته والباحث عن لغز اختفاء شقيقه الأصغر، وتعد هذه المرة الأولى التي يظهر فيها بشخصية أكبر من عمره الحقيقي.
النجم الذي يرفض الانغماس الكلي أو المعايشة التامة في تفاصيل شخصياته الدرامية، حظى بإشادة كبيرة عن دوره في مسلسل "لحظة غضب"، إذ لا يقتنع بمبدأ أن يعيش الممثل الشخصية بشكل كامل، كما أنه لا يفكر في صعوبة أي مشهد قبل تمثيله، لأنه لو فكر بهذه الطريقة سيصاب بالارتباك.
الشكل الذي اختاره شاهين مع المخرج عبدالعزيز النجار لشخصية "مصطفى الفولى" قريبة إلى أشكال المحققين في الروايات البوليسية، فهو طوال الأحداث يحاول البحث عن لغز اختفاء شقيقة وتساوره الكثير من الشكوك، ليقنع المشاهدين والنقاد بشكل الشخصية وطريقة أدائها لها، مثلما فعل من قبل من خلال مسلسل "سوتس بالعربي" مع آسر ياسين، الذي كان رفيقه في البدايات مع فيلم "حليم"، عندما بدأ كل شيء نحو عالم التمثيل.