الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خريطة ثلاثية الأبعاد تثير تساؤلات حول مستقبل الكون

  • مشاركة :
post-title
صورة من خريطة ثلاثية الأبعاد للكون

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

كشف علماء عن أكبر خريطة ثلاثية الأبعاد للكون على الإطلاق، التي تضم أكثر من 6 ملايين مجرة، قائلين إنها تثير تساؤلات حول طبيعة الطاقة المظلمة ومستقبل الكون.

ويقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها من خريطة تحتوي على مجرات أكثر بثلاثة أضعاف من الجهود السابقة يمكن أن تتحدى الفكرة القياسية للطاقة المظلمة.

وتعتمد الخريطة على البيانات التي تم جمعها بواسطة أداة تحليل الطاقة المظلمة (Desi) في أريزونا، وتحتوي على ثلاثة أضعاف عدد المجرات مقارنة بالجهود السابقة، مع قياس مسافات العديد منها لأول مرة.

ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، قال الباحثون إنهم باستخدام هذه الخريطة تمكنوا من قياس مدى سرعة توسع الكون في أوقات مختلفة في الماضي بدقة غير مسبوقة.

وأضاف الباحثون أن النتائج تؤكد أن توسع الكون يتسارع، ومع ذلك فقد أثارت النتائج أيضًا احتمالًا محيرًا بأن الطاقة المظلمة - وهي قوة غامضة ومنفرة - ليست ثابتة طوال الوقت كما تم اقتراحه سابقًا.

وقال الدكتور سيشادري ناداثور، المؤلف المشارك في العمل، كبير الباحثين في معهد علم الكونيات والجاذبية بجامعة بورتسموث: "ما نراه هو بعض التلميحات إلى أنه قد تغير بالفعل بمرور الوقت، وهو أمر مثير للغاية لأنه ليس ما سيبدو عليه النموذج القياسي للطاقة المظلمة الكونية الثابتة".

وقال البروفيسور كارلوس فرينك، من جامعة دورهام، المؤلف المشارك في البحث: "الآن كل ذلك خرج من النافذة وعلينا أن نبدأ من الصفر، وهذا يعني مراجعة فهمنا للفيزياء الأساسية، وفهمنا للانفجار الكبير نفسه، وفهمنا للتنبؤات بعيدة المدى للكون"، مضيفًا أن التلميحات الجديدة تركت الباب مفتوحًا أمام احتمال تعرض الكون لـ"انسحاق كبير".

ويكشف البحث، الذي نشر في سلسلة من المطبوعات المسبقة - ما يعني أنه لم تتم مراجعته بعد - كيف أنشأ الفريق أولًا خريطة ثلاثية الأبعاد، ثم قام بقياس الأنماط في توزيع المجرات التي تتعلق بالموجات الصوتية التي حدثت بالكون المبكر، والمعروفة باسم التذبذبات الصوتية الباريونية.

وبما أنه من المعروف أن حجم هذه الأنماط منتظم، فقد تمكن الفريق من معايرة المسافات إلى المجرات المختلفة في الخريطة، ما سمح لهم بمعرفة مدى سرعة نمو الكون على مدار الـ11 مليار سنة الماضية، بدقة أفضل من تلك التي مضت على مر العصور بنسبة 0.5%، وأفضل بنسبة 1% بين 8 و11 مليار سنة مضت.

وقال فرينك إن دقة القياسات نفسها كانت ملحوظة بالنظر إلى أن المجرات يمكن أن تكون على بعد مليارات السنين الضوئية، وعمرها مليارات السنين، مضيفًا أنه "من المذهل أن نتمكن من قياس أي شيء بدقة تصل 1%، وهي الدقة التي تحصل عليها في مختبر الفيزياء للقياسات عالية الدقة".