في لحظات توتر دبلوماسي غير مسبوقة، تحول اجتماع افتراضي رفيع المستوى بين مسؤولين كبار في أمريكا وإسرائيل إلى مشهد درامي ملتهب، إذ انفجر رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، غضبًا وسط نقاش محتدم حول الخطط الإسرائيلية لشن غزو بري على مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة.
وأشعل ديرمر –سفير تل أبيب السابق لدى واشنطن- فتيل الجدل برد فعل عنيف، إذ صاح ولوّح بذراعيه بعنف، متحديًا بذلك الهدوء الدبلوماسي المعتاد في مثل هذه الاجتماعات الحساسة، بحسب "إن بي سي نيوز" الأمريكية.
تلك اللحظات الملتهبة، التي وصفها مسؤولون أمريكيون، كشفت عن تباينات حادة في وجهات النظر بين الجانبين حول كيفية التعامل مع المدنيين الفلسطينيين المحاصرين برفح، في ظل الخطط الإسرائيلية لإجلائهم إلى مخيمات مؤقتة.
إجلاء المدنيين الفلسطينيين من رفح
في صميم هذا الخلاف، أشارت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية إلى أن خطة إسرائيل لإجلاء نحو 1.4 مليون مدني فلسطيني من مدينة رفح الفلسطينية على مدار أسابيع إلى مخيمات مؤقتة شمال المدينة، تواجه انتقادات لاذعة من الجانب الأمريكي، إذ لم تتضمن تفاصيل كافية حول كيفية تلبية الاحتياجات الأساسية لهذا العدد الهائل من المدنيين المشردين، بما في ذلك احتياجات الصرف الصحي والمياه والغذاء.
كما أشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن الخطة الإسرائيلية لم تقدم تقييمًا دقيقًا لعدد الخيام المطلوبة لإيواء هذه الأعداد الغفيرة من النازحين.
تهم متبادلة
عندما عبّر المسؤولون الأمريكيون، بمن فيهم جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، وأنتوني بلينكن، وزير الخارجية، عن شكوكهم حول واقعية هذه الخطة، ثار المسؤولون الإسرائيليون غاضبين، حسبما أفاد مصدران أمريكيان حاليان ومصدر أمريكي سابق.
وقالت المصادر إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، بأنه "صاح وأشار بذراعيه" خلال الدفاع عن الخطة، في حين حافظ المسؤولون الأمريكيون على هدوئهم، ولم يردوا بنفس الطريقة.
تضارب الروايات
في حين اتهم مسؤولون أمريكيون إسرائيل بعدم تقديم تفاصيل كافية حول خطط الغزو البري لرفح الفلسطينية، نفى مسؤول إسرائيلي حضر الاجتماع رواية "إن بي سي نيوز"، واصفًا الاجتماع بأنه "بناء ومحترم، حتى خلال الخلافات".
كما رفض المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي التعليق على ما جرى في الاجتماع، وقال "كيربي"، إنّ الغرض الرئيسي من عقد هذا الاجتماع كان مناقشة مخاوفنا –واشنطن- إزاء عملية برية كبيرة في رفح وتقديم بدائل واقعية لإسرائيل لجعل عملياتها أكثر دقة واستهدافًا.
يأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد حدة التوترات بين الجانبين بعد قرار نتنياهو تأجيل اجتماع كان من المقرر عقده في واشنطن بين الوفد الإسرائيلي والمسؤولين في الولايات المتحدة، في محاولة منه للتعبير عن استيائه من قرار الولايات المتحدة الامتناع عن التصويت، بدلًا من استخدام حق النقض (الفيتو)، على قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في غزة.