أمل إفريقي يلوح في الأفق، بعد القمة "الأمريكية - الإفريقية" التي تختتم أعمالها غدا الخميس، بالعاصمة الأمريكية "واشنطن"، حيث تمثل نقطة انطلاق جديدة في تطوير الاستثمار والمصالح المشتركة.
خبراء أكدوا لقناة "القاهرة الإخبارية"، الأربعاء، أن القمة الأمريكية الإفريقية فرصة كبيرة للقارة السمراء؛ للاستفادة من التحول في النظام الدولي من أجل تحقيق مصالحها، كما يرى البعض أنها فرصة لزيادة التبادل التجاري والاستثمار داخل إفريقيا من أجل القضاء على مشاكلها التي عانت منها خلال الأعوام الماضية، ورغبة الولايات المتحدة في إيجاد حلول لأزمات الغذاء والطاقة والصحة التي تعاني منها القارة السمراء.
واشنطن أدركت خطأها
قال الدكتور محمد فايز فرحات، الخبير في الشؤون الدولية، إن العلاقات الإفريقية مع القوى الدولية شهدت تحولات كبيرة على مدار السنوات الماضية، حيث إن أدوات القوى الدولية في التعامل مع إفريقيا كانت قاصرة على الاستنزاف المباشر والسيطرة على ثروات "القارة"، وذكر أن القارة الإفريقية لديها فرصة كبيرة للاستفادة من التحول الذي يحدث في النظام الدولي.
وأكد "فرحات" أن الصين نجحت في الفترة الأخيرة أن تصبح فاعلًا قويًا داخل القارة الإفريقية، فكان لديها مشروعات واضحة ومحددة من خلال الاستثمار في البنية التحتية ومبادرة "الحزام والطريق" وتطوير قطاع الزراعة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة أدركت إهمالها للقارة السمراء، وعدم وجود خطاب أمريكي يتعامل مع المصالح الإفريقية الحقيقة بالقضايا من أجل إيجاد حلول للديون فسمحت لقوى أخرى لبناء علاقات ومصالح.
الدوافع الأمريكية
وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي الأمريكي توماس جورجيسيان، إن الولايات المتحدة الأمريكية وإفريقيا تربطهما تحديات مشتركة ومعروفة، خصوصًا بعد الأزمة "الأوكرانية - الروسية".
ولفت إلى أن أبرز التحديات التي تواجه القارة الإفريقية انحسرت في أزمات اقتصادية وصحية وسياسية، وأكد أن أمريكا تتعامل مع دول العالم من منطلق الحفاظ على مصالحها، وترغب في العودة مرة أخرى لتكون فاعلة كما كانت في الـ 50 عامًا الماضية، وتشارك في إيجاد حلول لأزمات الغذاء والحبوب والمشاكل البشرية التي تؤثر على بلاد العالم كافة.
ورجح المحلل السياسي أن تشهد الفترة المقبلة زيادة وتسارعًا ونموًا كبيرًا في قيمة التبادل التجاري الأمريكي الإفريقي وعودة ظهور الولايات المتحدة الأمريكية كقوى عظمى في العالم.
إمبراطورية براجماتية.. ولاعبون جدد
الكاتب الصحفي الدكتور أسامة السعيد، قال إن الولايات المتحدة إمبراطورية براجمايتة، تبحث عن مصالحها، ولم تعتمد في علاقاتها الدولية على "المبادئ الأخلاقية"، وما تسير فيه الآن من أجل تمرير سياستها في العالم، وأكد أن واشنطن لديها مصالح محددة في العودة إلى إفريقيا.
وأكد أن الولايات المتحدة أدركت أن الزمن تجاوزها بشأن نفوذها داخل إفريقيا، بسبب وجود لاعبين أساسيين داخل القارة السمراء، ولا ننسى أن هناك 23 دولة أدلت بأصواتها في وقت سابق داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد العقوبات الغربية على روسيا ما اعتبرته "واشنطن" مؤشرًا خطيرًا للسياسة الأمريكية.
وأوضح "السعيد" أن إفريقيا تمتلك 65% للأراضي الصالحة من الزراعة، وتمتلك ثلثي المعادن القابلة للصناعة كما لديها احتياطات من النفط والغاز تحتاجها أمريكا.
وتستضيف العاصمة الأمريكية "واشنطن" أعمال القمة "الأمريكية - الإفريقية" بحضور نحو 50 من قادة دول القارة السمراء، وتضمن جدول أعمال القمة التي تستمر لمدة 3 أيام أوجه التعاون الجديد بين الولايات المتحدة ودول إفريقيا المشاركة في القمة.