الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحقيق أمريكي ألماني: وحدة اغتيالات روسية وراء "متلازمة هافانا"

  • مشاركة :
post-title
إحدى ضحايا "متلازمة هافانا" من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

توصل تحقيق إعلامي مُشترك بين وسائل إعلام أمريكية وأوروبية، إلى أن وحدة اغتيالات عسكرية روسية، قد تكون مسؤولة عن "متلازمة هافانا"، وهي إصابات دماغية غامضة أصابت عددًا من الدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين الأمريكيين منذ عام 2016.

وفي برنامج "60 دقيقة" الذي تبثه شبكة CBS الأمريكية، أشار المذيع سكوت بيلي، إلى النتائج التي توصل إليها تحقيق أجرته شبكته لمدة خمس سنوات، بالتعاون مع موقع The Insider الأمريكي، ومجلةDer Spiegel الألمانية.

وتوصل التحقيق إلى أن "الوحدة 29155"، التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU)، قد تكون وراء الأعراض العصبية التي عانى منها هؤلاء المسؤولون.

وبينما أشارت وكالات الاستخبارات الأمريكية سابقًا، إلى أنه من غير المرجح أن يكون هناك خصم أجنبي مسؤول عن هذه الحالات، أشار موقع "أكسيوس" إلى أن التحقيق "هو أول دليل يربط بين خصم أجنبي وبين هذه الظاهرة".

وقال "بيلي" في برنامجه: "معظم المصابين قاتلوا من أجل أمريكا، سرًا في كثير من الأحيان. وهم يشعرون بالإحباط لأن حكومة الولايات المتحدة تشك علنًا في أن الخصم يستهدف الأمريكيين".

متلازمة هافانا

تُعرف هذه الحالة المرضية الغامضة باسم "متلازمة هافانا"؛ لأن التقارير عن إصابة المسؤولين الأمريكيين بالمرض تم توثيقها لأول مرة في السفارة الأمريكية في العاصمة الكوبية في أواخر عام 2016.

ومن بين المصابين موظفون بالبيت الأبيض، وضباط بوكالة المخابرات المركزية، وعملاء بمكتب التحقيقات الفيدرالي، وضباط عسكريون وعائلاتهم.

ويعتقد الكثيرون أنهم أُصيبوا بسلاح سري يطلق شعاعًا عالي الطاقة من الموجات الدقيقة أو الموجات فوق الصوتية، بحسب شبكة CBS.

وفي تقييم التهديد السنوي، الذي نُشر في فبراير الماضي، والذي يتناول "الحوادث الصحية الشاذة"، جاء أن مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية يقوم بفحص مؤشرات الذكاء الاصطناعي عن كثب، ويشير إلى أن معظم "وكالات الاستخبارات خلصت إلى أنه من غير المرجح أن يكون هناك خصم أجنبي مسؤول" عن هذه الحالة.

ويشير التقرير إلى أن الوكالات "تتمتع بمستويات ثقة متفاوتة؛ لأنه لا تزال لدينا فجوات نظرًا للتحديات التي تواجه الخصوم الأجانب".

لكن، تشير الأدلة الجديدة إلى أنه "كانت هناك هجمات محتملة قبل عامين في فرانكفورت بألمانيا، عندما فقد موظف حكومي أمريكي متمركز في القنصلية هناك وعيه، بسبب شيء يشبه شعاع الطاقة القوي"، وفقًا لموقع The Insider.

وأضافت الوكالة الإخبارية التي تركز على روسيا: "تم تشخيص إصابة الضحية لاحقًا بإصابة دماغية رضحية، وتمكن أيضًا من التعرف على عميل الوحدة 29155 ومقرها جنيف".

الوحدة 29155

ركزت الدفعة الأولى من سلسلة التقارير الاستقصائية، التي أطلق عليها اسم "استهداف الأمريكيين"، على مسؤولي وزارة التجارة والخارجية الذين أبلغوا عن سماع أصوات غريبة في منازلهم أثناء تواجدهم في الصين.

وقد عانى المسؤولون وأفراد أسرهم الذين عاشوا معهم من إصابات غامضة بعد ذلك، مع أعراض مثل الصداع والغثيان ومشاكل في الذاكرة وصعوبة التوازن.

وفي عام 2022، ألقى الجزء الثاني والثالث من السلسلة الاستقصائية نظرة فاحصة على حوادث "متلازمة هافانا" التي حدثت على الأراضي الأمريكية ولم يتم الإبلاغ عنها مسبقًا.

كما فحص الصحفيون تكنولوجيا الموجات الدقيقة التي كان من الممكن استخدامها كسلاح محتمل ضد هؤلاء المسؤولين وعائلاتهم.

بينما أحدث الجزء الأخير من "استهداف الأمريكيين" تطورًا كبيرًا في القصة بمساعدة الصحفي الاستقصائي كريستو جروزيف، الذي ساهم في تحديد المسؤولين عن تسميم المنشق الروسي الراحل أليكسي نافالني في أغسطس 2020.

كما حدد جروزيف رجالًا آخرين حاولوا تسميم سيرجي سكريبال، ضابط المخابرات العسكرية الروسية، الذي أصبح فيما بعد عميلًا مزدوجًا للمملكة المتحدة، وابنته يوليا.

وفي عام 2018، كان جروزيف أول من تحدث عن وحدة استخبارات روسية سرية للغاية، هي الوحدة 29155.

ووفق الصحفي الاستقصائي، فإن الوحدة تتكون من قتلة ومخربين، يستخدمون المراقبة المضادة، والمتفجرات، والسموم، والمعدات المتقدمة تقنيًا في عملياتهم.

وقال إنه تعقب بريدًا إلكترونيًا يقول إنه يتعلق بالخدمات المقدمة للحكومة الروسية من قبل أحد أعضاء الوحدة 29155 بشأن "القدرات المحتملة للأسلحة الصوتية غير الفتاكة"، والتي يُزعم استخدامها لتنفيذ "متلازمة هافانا".

ولفت مذيع شبكة CBS، إلى أن ألبرت أفريانوف، وهو عضو مشتبه به في الوحدة 29155 الروسية، وهو أيضًا نجل قائد الوحدة، يخضع لتحقيق في حوادث "متلازمة هافانا"، التي أبلغ عنها أمريكيون يعيشون في "تبليسي" بولاية "جورجيا".

وقال جروزيف لبيلي: "نعتقد أن أعضاء الوحدة 29155 كانوا هناك من أجل تسهيل الهجمات على الدبلوماسيين الأمريكيين، أو المسؤولين الحكوميين الأمريكيين، أو الإشراف عليها، أو حتى تنفيذها شخصيًا، باستخدام سلاح صوتي".