سلّطت صحيفة" وول ستريت جورنال" الأمريكية، الضوء على الأوضاع المأساوية، التي يعيشها سكان قطاع غزة، خلال شهر رمضان، مع استمرار العدوان الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر الماضى.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها، أن أوضاع قاتمة يعيشها سكان قطاع غزة خلال شهر رمضان، في ظل ظروف شبيهة بالمجاعة، ومعارك وقصف يومي مستمر، وتدمير عدد كبير من المساجد.
تلك الأجواء تدفع السيدة الفلسطينية حسناء جبريل، إلى "غلي الماء غير النظيف لصنع حساء من الصبار والأعشاب" من أجل إفطار عائلتها.
ونقلت الصحيفة عن السيدة البالغة من العمر 58 عامًا، وهي تحتمي في خيمة مع زوجها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بين أكثر من مليون فلسطيني نازح آخر: "نحن نستخدم أي شيء يمكننا العثور عليه".
وأكدت السيدة الفلسطينية أن "صيام شهر رمضان لم يغير مقدار ما تأكله"، حيث إن علب الحمص والتمر القليلة التي تلقتها كمساعدات في الأسابيع الأخيرة لم تكن كافية لأكثر من وجبة واحدة في اليوم، وقالت: "يبدو أننا كنا صائمين عن الطعام والماء منذ أشهر".
وذكر تقرير "وول ستريت جورنال"، إن شهر رمضان يحل هذا العام على الفلسطينيين بقطاع غزة في ظل واقع جديد قاتم، فقد دمرت الغارات الإسرائيلية غالبية المساجد، وهناك آلاف الأيتام يتجولون في الشوارع، ويتجنب الناس التجمعات الكبيرة خشية أن تجذب انتباه جيش الاحتلال.
وتعيش سارة الغلاييني، في منزل شقيقتها في مدينة غزة المدمرة التي أصبحت خالية من العديد من سكانها ومليئة بالمنازل المدمرة، بما في ذلك منزلها. وأشارت الفتاة البالغة من العمر 24 عامًا، إلى أن العديد من أحبائها فروا إلى الجنوب سعيًا لتجنب القصف العنيف في الشمال.
ونقلت الصحيفة عن الغلاييني عبر الهاتف بينما سمع دوي الانفجارات: "نحن محاصرون، القصف لا يتوقف لذا لا نغادر المنزل، نحن خائفون من أن نقتل في أي لحظة".
وأكدت الغلاييني أنها تفتقد قضاء وقت ممتع في شهر رمضان في التجمعات العائلية المفعمة بالحيوية، والإفطار معًا على طعام طازج وساخن. لقد أفطرت صيامها الأول هذا العام على الخبز والتمر والماء، وقالت: "ليس لدينا ما يجعلنا نشعر بأننا في شهر رمضان".
مجاعة وشيكة
الأسبوع الماضي، أشار تقرير إلى أن سكان غزة يعانون جوعًا "كارثيًا"، وتوقّع أن تضرب المجاعة شمال القطاع "في أي وقت" في الفترة الممتدة حتى مايو المقبل في غياب أي تدخل عاجل للحيلولة دون ذلك.
ووفق تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، يقدر عدد الذين يواجهون ظروفًا قاسية بنحو 1.1 مليون فلسطيني، أي نصف السكان.
ويعتبر الوضع الإنساني سيئًا بشكل خاص في شمال غزة، الذي انقطع إلى حد كبير عن وصول المساعدات والسلع التجارية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وقبل الحرب، كانت حسناء جبريل تطبخ للأمهات العاملات المحليات وأسرهن الطعام التقليدي الفلسطيني مثل "المسخن"، وقالت إن أطباق مثل هذه من المستحيل صنعها الآن. وقالت: "لم يعد لدي أي إمدادات لإعداد الطعام الذي يحبه الناس".
وقد توفي ما لا يقل عن 25 شخصًا بسبب سوء التغذية والجفاف، وفقًا لمسؤولي الصحة في غزة.
وقبل الحرب، كانت مساجد في غزة تقدم وجبات في رمضان للمحتاجين، وكانت بمثابة حجر زاوية في المجتمع.
وقال حاتم البكري، وزير الشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية، إن جميع المساجد التي يزيد عددها على 1000 مسجد تقريبًا في القطاع دمرت أو تضررت.