"ممثل مثقف ولديه القدرة على التطور ويكتسب كل فترة خبرات جديدة".. هكذا وصف المخرج داوود عبد السيد الممثل المصري آسر ياسين، مشيدًا في تصريحات تلفزيونية باختياراته شديدة الدقة لأدواره وأعماله الفنية، خصوصًا أن الدرب الذي مرّ فيه نحو النجومية والتألق الفني لا يشبه دروب العديد من الممثلين، الذين اختاروا أدوار الرومانسية أو الأكشن أو الكوميديا طريقًا.
يقف نجم المسلسل الرمضاني "بدون سابق إنذار" في قائمة من النجوم ترفض التصنيف، ليس عبر تصريحات إعلامية رنانة، بل باختيار أدوار يسبقها ترشيحات متعددة من مخرجين وصناع أعمال فنية، يرونه مناسبًا لكل أنواع الشخصيات الدرامية.
هذه الرؤية لموهبة آسر ياسين التي يتفق عليها أغلب العاملين في الوسط الفني، جعلت مهمته نحو تحقيق حلمه بالتمثيل، لا يصادفها أي عقبات، إذ بعد عروض مسرحية قليلة قدمها على خشبة المسرح بالجامعة الأمريكية اقتنع بموهبته المخرج خيري بشارة، ليأخذه معه في بطولة مسلسل "ملح الأرض"، بطولة محمد صبحي والصادر عام 2004.
وقتها كان النجم الذي يتمتع بملامح مصرية خالصة، ما زال طالبًا بكلية الهندسة بالجامعة الأمريكية، وضمن النشاط الطلابي كانت تُقام ندوات على مسرح الجامعة، يحضرها نجوم كبار، منهم عادل إمام وأحمد زكي وجورج كلوني، ليراهم أمامه، إذ كان مسؤولًا عن بعض الترتيبات الفنية على المسرح والمتعلقة بالكاميرات.
الممثل الشاب لم يكد يصدق نفسه، إذ لم يمر سوى عامين ليشارك في بطولة فيلم "حليم" بطولة أحمد زكي، وأيضًا يشارك في فيلم "عمارة يعقوبيان" بطولة عادل إمام، كل ذلك حدث عام 2006، لتتسارع خطوات أقدامه نحو النجومية، خصوصًا أن طبيعة أدائه وخصوصية موهبته جعلته مميزًا بين جيله، ويتألق أكثر في دور الصعيدي محمود ناجح بفيلم "الجزيرة" مع أحمد السقا.
رسائل البحر
صادف آسر ياسين في مشواره العديد من المخرجين الذين أصقلوا موهبته، لكن يبقى لتجربته مع المخرج داوود عبد السيد في "رسائل البحر" عام 2010، مميزة للغاية، إذ جسد شخصية "يحيى" الشاب الذي يعاني من التلعثم في النطق، ويهرب من المجتمع بسبب السخرية من مرضه، ويصادف امرأة يعتقد أنها فتاة ليل في البداية، وتنشأ بينهما قصة حب، هذه التجربة الفنية التي تعلم آسر ياسين منها الكثير في كيفية الإحساس بالشخصية والتوحد معها.
لقاء جديد مع خيري بشارة
رغم أن انطلاقة آسر ياسين الفنية كانت مع المخرج خيري بشارة عام 2002، إلا أنهما لم يجتمعا معًا فنيًا، سوى بعد نحو 20 عامًا من خلال الفيلم القصير "يوم الحداد الوطني في المكسيك"، وشاركته البطولة بسمة، والذي عرض ضمن سلسلة أفلام تحمل عنوان "عن الحب والحياة".
بدون سابق إنذار
الممثل الذي وصفه الناقد طارق الشناوي -في برنامج تلفزيوني- بأنه مؤهل ليكون نجم مصر الأول لتمتعه بالثقافة والذكاء والمرونة، يواصل اختياراته الدقيقة لأعماله ووجوده الفني المميز من خلال مسلسل "بدون سابق إنذار"، الذي بدأ عرضه في النصف الثاني من شهر رمضان الجاري، إذ يعتمد على سياق درامي تتصاعد وتيرته مع عرض الحلقات، مجسدًا دور "مروان" الأب الذي يعاني من فتور العلاقة مع زوجته "ليلى" التي تجسد دورها عائشة بن أحمد، ويكتشفان العديد من الأمور في حياتهما، منها أن طفلهما وقع ضحية تبادل أطفال خاطئ بالمستشفى، وأن ابنهما الحقيقي توفي منذ سنوات.
المسلسل الذي يندرج تحت نوعية الأعمال الدرامية المبنية على التشويق والإثارة واكتشاف ألغاز كان يخبئها الزمن، نجح في جذب الجمهور له منذ حلقته الأولى، لما به من دراما اجتماعية أيضًا وتسليط الضوء على مشكلات عائلية والفتور بين الزوجين.