جمع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أكثر من 25 مليون دولار من التبرعات خلال فعالية في نيويورك، مساء أمس، والتي شارك فيها الرئيسان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون، فيما وصفته حملته الانتخابية بجمع التبرعات الأكثر نجاحًا في التاريخ الأمريكي، وفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وحضر أكثر من 5 آلاف شخص الفعالية التي أقيمت في قاعدة راديو سيتي الموسيقية، وفقًا لحملة بايدن، ودفع الضيوف ما بين 225 دولارًا إلى 500 ألف دولار.
وجاءت الدفعة القوية في الوقت الذي سعى فيه الرئيس وحلفاؤه إلى إبراز تفوق بايدن المالي المتزايد في السباق ضد الرئيس السابق دونالد ترامب على أنه إشارة أوسع على القوة والزخم.
وحصل أكبر المانحين في هذه الفعالية على امتيازات مثل صورة مع الرؤساء الثلاثة، وكانت المصورة الأسطورية آنى ليبوفيتز، جاهزة لالتقاط صور للمتبرعين مع بايدن وكلينتون وأوباما.
وتم استقبال الرؤساء الثلاثة بحفاوة بالغة، واتجه كلينتون وأوباما نحو بايدن لغمره بالثناء قبل أن يجلسا. وقال بايدن فى نهاية الحدث: "بالمناسبة دارك براندون شخصية حقيقية"، وقد ارتدى الرؤساء الثلاثة نظارات سوداء في إشارة إلى شخصية بايدن الأفاتار التى أصبحت منتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وأدار النجم التلفزيوني ستيفن كولبير، نقاشا بين الرؤساء الديمقراطيين الثلاثة، وذكرت محطة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، أن تكلفة التقاط صورة مع الرؤساء الـ42 و44 و 46 للولايات المتحدة ستبلغ مئة ألف دولار على الأقل.
وقال جيفري كاتزنبرج الممول الكبير للحملة الديمقراطية، في بيان يفيد بأن بايدن سيجمع خلال أمسية واحدة أكثر مما فعل ترامب طوال شهر فبراير، إن "الأرقام لا تكذب: حدث اليوم هو عرض قوة ضخم".
ويحظى الرئيس الديمقراطي بمصادر تبرعات أفضل من تلك التي بحوزة منافسه الجمهوري الذي يستخدم جزئيًا الأموال التي تم جمعها من أنصاره لتغطية النفقات المرتبطة بالإجراءات القانونية المتعددة التي يخضع لها.
وفى حين لم تحدد حملة بايدن كيف حكمت أن مبلغ 25 مليون دولار كان أكبر حملة لجمع التبرعات في التاريخ، فقد وصف كاتزنبرج، الرئيس المشارك في الحملة، الفعالية بأنها انعكاس حقيقي للزخم وراء مساعي بايدن لإعادة انتخابه.
وقال كاتزنبرج في بيان، إن "الجمع التاريخي للأموال هو تعبير عن الحماس القوى للرئيس بايدن ونائبة الرئيس كاميلا هاريس واختبار لماكينة جمع التبرعات غير المسبوقة التي طوروها".
لكن الحدث تخللته احتجاجات داخل القاعة الضخمة حيث وقف البعض في عدة لحظات مختلفة وصاحوا منتقدين دعم بايدن لإسرائيل في حرب غزة، التي أودت بحياة أكثر من 30 ألف فلسطيني. وصاح أحدهم: "عار عليك يا جو بايدن".
وقبل الحدث، مر موكب القادة الثلاثة بمئات المتظاهرين الرافضين للحرب الإسرائيلية على غزة، في مؤشر آخر على أن بعض الناخبين الشبان وغيرهم من التقدميين الذين صوتوا لصالح بايدن في 2020 غاضبون من دعمه القوي لإسرائيل.
ويواجه بايدن (81 عامًا) قلقا بشأن عمره ولياقته مع سعيه للفوز بولاية ثانية مدتها أربع سنوات.
وتظهر استطلاعات الرأي الحديثة التي أجرتها رويترز/إبسوس أن نسبة تأييده تبلغ 40 بالمئة في سباق متقارب مع دونالد ترامب (77 عامًا) قبل الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر.