يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا شعبية متزايدة في الداخل والخارج، إذ يتهمه منتقدوه بعدم السعي إلى إبرام صفقة يطلق من خلالها المحتجزين، لأسباب سياسية.
اجتماع عائلات المحتجزين
وقال العديد من أفراد عائلات المحتجزين في غزة، الذين يحملون الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية لـ"نتنياهو"، في اجتماع عُقد الخميس إنهم "يتلقون معاملة أفضل من البيت الأبيض مقارنة بالحكومة الإسرائيلية"، حسبما قال مصدران حضرا الاجتماع لموقع "أكسيوس" الأمريكي.
بينما قال أعضاء كبار في حكومة نتنياهو، من بينهم وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، إن "المحتجزين لا ينبغي أن يكونوا على رأس أولويات إسرائيل، وإن تدمير حماس هو الأهم".
هجوم أنصار نتنياهو
وذكر أفراد عائلات المحتجزين أنهم تعرضوا للهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل أنصار نتنياهو، وأن بعضهم تعرض لاعتداءات جسدية أثناء تظاهرهم علنًا ومطالبة الحكومة الإسرائيلية ببذل المزيد من الجهد للإفراج عن ذويهم، وفق "أكسيوس".
والتقى الرئيس الأمريكي جو بايدن وتحدث مع عائلات المواطنين الأمريكيين مزدوجي الجنسية المحتجزين كرهائن لدى حماس في غزة عدة مرات، منذ هجوم 7 أكتوبر.
وعقد مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز والعديد من المسؤولين الأمريكيين الآخرين اجتماعات عديدة مع عائلات المحتجزين.
كلمة إلى نتنياهو
وجه أحد أفراد عائلات المحتجزين حديثه إلى نتنياهو، قائلًا إن "البيت الأبيض لا يحتضن العائلات فحسب، بل يدعمهم أيضًا ويبقيهم على اطلاع"، وطلب آخر من نتنياهو الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة ومع بايدن رغم الخلافات بينهما.
وقال فرد آخر من العائلات لـ"نتنياهو"، وهو مواطن أمريكي أيضًا، "إنه من المهم إبقاء قضية المحتجزين محل اهتمام الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة".
"صراخ" نتنياهو
وردّ نتنياهو بـ"صراخ طويل" حول السبب الذي يجعله يقول لا لرئيس الولايات المتحدة، وقال "إنه على مر التاريخ ضغطت الولايات المتحدة على إسرائيل مرات عديدة وانتهى الأمر بالخطأ"، وفقً مصدرين حضرا الاجتماع نقل عنهما "أكسيوس".
وأضاف نتنياهو أن "العديد من رؤساء الوزراء قالوا لا للولايات المتحدة، وأنه يقول أيضًا لا للولايات المتحدة عندما يعتقد أن ذلك ضروري"، مشيرًا إلى رئيس وزراء إسرائيل الأول ديفيد بن جوريون، أعلن الاستقلال على الرغم من تحذيرات الولايات المتحدة.
وقال أيضًا، "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول دخل حرب الأيام الستة عام 1967 على الرغم من الضغوط الأمريكية، وقام رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن بقصف مفاعل نووي عراقي عام 1981 ضد اعتراضات الولايات المتحدة".
نقوم بالشيء الصحيح
واستمر نتنياهو في حديثه: "كل هذه كانت الأشياء الصحيحة التي ينبغي القيام بها، وفي بداية الحرب على غزة، حذرت الولايات المتحدة إسرائيل من أن العملية البرية في غزة ستفشل، وسيتسبب الجيش الإسرائيلي في سقوط عدد كبير من الضحايا، لكن ذلك لم يحدث، الآن نقوم أيضًا بالشيء الصحيح من أجل إسرائيل على الرغم من معارضة الولايات المتحدة"، على حد قوله.
وقالت المصادر، إن نتنياهو قال أيضًا إنه "غاضب جدًا لأن الولايات المتحدة لم تستخدم حق النقض ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن".
وقال بعض أفراد العائلات لـ"نتنياهو"، إن القرار الذي تم تمريره لا يختلف كثيرًا عن القرار الذي اعترضت عليه روسيا قبل أيام قليلة، فكان ردّ نتنياهو: "إنه قرار مختلف تمامًا، أنا غاضب جدًا وخائب الأمل، وعندما فرحت حماس، كان من الواضح أن ذلك كان انتصارًا لهم"، بحسب المصادر.