لم تعد إسرائيل تحظى بالتأييد الكامل، تجاه حربها في غزة، الممتدة لأكثر من 176 يومًا، وهو ما ترجمه تحذير وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قبل مغادرتها إلى إسرائيل، من الهجوم على رفح الفلسطينية، قائلة: "لا يمكن للناس أن يختفوا في الهواء".
دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إسرائيل بشكل عاجل إلى التخلي عن الهجوم البري المزمع ضد حركة حماس في رفح بجنوب قطاع غزة، ويلجأ أكثر من 1.3 مليون شخص إلى رفح هربًا من الهجمات التي تقع في أجزاء أخرى من قطاع غزة، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وعلى الرغم من الانتقادات، فإن إسرائيل لا تزال متمسكة بخططها، وقالت وزيرة الخارجية الألمانية: "لا يمكن أن يكون هناك هجوم كبير على رفح"، وخلال زيارتها للقاهرة حذرت "بيربوك" قبل أن تتوجه إلى إسرائيل من تفاقم الوضع الإنساني المأساوي في غزة.
ومن المقرر عقد اجتماع مع نظيرها الإسرائيلي يسرائيل كاتس في صباح الثلاثاء، في الزيارة السادسة التي تقوم بها بيربوك إلى إسرائيل منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، والمعروف بعملية طوفان الأقصى، دون أن تتضح أجواء المحادثات بين الوزرين بعد أن دعت وزيرة الخارجية الألمانية كل من إسرائيل وحماس في اليوم السابق إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، بينما جاء رد كاتس بأنه لا يمكن الحفاظ على وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية دون إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
وفي رفح، في الجزء الجنوبي من قطاع غزة، تشير التقديرات إلى أن 1.3 مليون من سكان المنطقة الساحلية البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة يبحثون عن مأوى من الحرب الدائرة في أجزاء أخرى من غزة في منطقة صغيرة.
وخلال زيارة وزيرة الخارجية الألمانية للقاهرة، أكدت وزير الخارجية الألمانية أن إيصال المساعدات جوًا وبحرًا لا يمكن أن يقدم سوى مساهمة صغيرة في إمداد سكان غزة. "ما نحتاجه هو فتح الطريق البري، وتقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية مسؤولية ضمان الوصول إلى الغذاء والماء.
واتهمت "بيربوك" إسرائيل بعدم التمييز بقوة كافية بين الأهداف العسكرية والمدنية، ما أدى إلى وضع إنساني كارثي قائلة: "لن يتم إطلاق سراح أي محتجز إذا كان الأطفال في غزة يتضورون جوعًا حاليًا".
ودعا مجلس الأمن الدولي في نيويورك، أمس الاثنين، إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في قطاع غزة للمرة الأولى، بعد نحو ستة أشهر من بدء الحرب، وهو ما لاقى ترحيبًا من قبل وزيرة خارجية ألمانيا قائلة: "إنها تشعر بالارتياح لتمرير القرار لأن كل يوم له أهميته لرفع معاناة شعب غزة".