حادث جديد مؤسف وقع صباح اليوم، الأربعاء، حيث غرق قارب يقل مهاجرين في القنال الإنجليزي، مما أودى بحياة عدد من الأشخاص، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن استراتيجية جديدة للتعامل مع الهجرة غير الشرعية، والتي نددت بها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كونها تتعارض مع المبادئ الأساسية للتضامن الدولي وتقاسم المسؤولية التي تأسست عليها الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين لعام 1951.
وأفادت وكالة "رويترز" أن طائرات الهليكوبتر والقوارب البحرية الفرنسية تساعد السلطات البريطانية في عملية إنقاذ المهاجرين.
بينما أكدت منظمة الهجرة الدولية في تقرير لها أمس، الثلاثاء، أن هذه الحوادث يجب أن تكون جرس إنذار للجميع للعمل بشكل أكثر حسمًا لمنع وفيات المهاجرين على طول طرق الهجرة غير النظامية الخطرة.
خطة سوناك
وتتضمن خطة سوناك: إنشاء قيادة عملياتية جديدة وموحدة لمراقبة القوارب الصغيرة ومنع اقترابها من معابر القناة الإنجليزية، وتوفير موارد إضافية لزيادة عدد المداهمات التي يقوم بها ضباط الهجرة، فضلًا عن خفض تكلفة إيواء المهاجرين، وتوقيع اتفاقية جديدة مع ألبانيا، وزيادة عدد ضباط الهجرة، وتسريع عودة طالبى اللجوء إلى بلدانهم، إضافة إلى الانتهاء من فحص العمليات المتراكمة.
مفوضية اللاجئين تشارك بريطانيا مخاوفها
أشارت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في تقريرها لخطة "سوناك"، قائلة: "إنها تشارك مخاوف حكومة المملكة المتحدة بشأن الوافدين غير النظاميين عبر القناة، وأن العديد من الإجراءات التي تم الإعلان عنها هي إجراءات عملية وبنّاءة، ولا سيّما النية لتعزيز الحوار والتعاون بشكل أوثق مع جيران المملكة المتحدة الأوروبيين".
ولفتت إلى أنه على الرغم من ذلك يظل "توفير الحماية والملاذ للأشخاص الفارّين من الحرب والاضطهاد حجر الزاوية في نظام اللاجئين الدولي".
وأكدت المفوضية الأممية أنها لا تعارض تصنيف البلدان على أنها "بلدان منشأ آمنة" كأدوات إجرائية، بشرط أن يتبع ذلك عملية واضحة وشفافة وخاضعة للمساءلة. وأكدت أنه مع ذلك "لا يجب أن يؤدي التصنيف إلى رفض شامل لطلبات اللجوء على أساس بلد المنشأ فقط".
27 جثة مهاجر في صحراء تشاد
لم يكن غرق المهاجرين في القناة الإنجليزية هو الوحيد خلال الساعات الماضية، تزامنًا مع إعلان رئيس الوزراء البريطاني عن خطة الحكومة لمواجهة الهجرة غير الشرعية للبلاد، حيث أعربت منظمة الدولية للهجرة عن صدمتها بعد اكتشاف جثث 27 مهاجرًا، بينهم أربعة أطفال، في الصحراء التشادية.
ووفق المنظمة الأممية فقد غادر المهاجرون موسورو (بلدة مفترق طرق في غرب ووسط تشاد) منذ أشهر على متن شاحنة صغيرة، يُعتقد أن الشاحنة ضاعت في الصحراء العميقة، وتعطلت بسبب مشكلات ميكانيكية وتوفي المهاجرون بعد ذلك من العطش.
وقالت آن كاثرين شيفر، رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في تشاد: "نشعر بحزن عميق لهذه المأساة الأخيرة، ونقدم تعازينا القلبية لأسر المهاجرين، نحن بحاجة إلى عمل جماعي أقوى لمنع المزيد من الوفيات".
ودعت آن شايفر إلى: "تنسيق أقوى ودعم شامل لتمكين عمليات البحث والإنقاذ وتقديم المساعدة الإنسانية والحماية في المناطق النائية للغاية".
مؤكدة أنه "بدون الوصول إلى المعلومات الموثوقة ومسارات الهجرة الآمنة، سيستمر المهاجرون في السير على طرق محفوفة بالمخاطر عبر الصحراء العميقة، مع عواقب مأساوية".