بينما تُعاني الدولة الكاريبية من عنف العصابات، قالت وزارة الخارجية الفرنسية، الأحد، إن باريس تنظم رحلات جوية، لمساعدة رعاياها المسجلين لدى سفارتها، والذين يسعون إلى مغادرة البلاد، بتأمين من وزارة الدفاع.
وتشهد هايتي منذ فبراير الماضي عنفًا شديدًا تقوده العصابات المحلية، بعدما داهمت جماعات مسلحة سجنًا، وأطلقت سراح آلاف السجناء، مع استقالة رئيس الوزراء، أرييل هنري.
وانتشرت العصابات في جميع أنحاء البلاد في الأسابيع الأخيرة، حيث هاجمت مؤسسات رئيسية وأغلقت المطار الدولي الرئيسي؛ وقد دفعت الفوضى العديد من الهايتيين إلى حافة المجاعة.
ويوجد أكثر من 1000 مواطن فرنسي مسجلين لدى السفارة الفرنسية في هايتي.
وقالت الوزارة في بيان لوكالة الأنباء الفرنسية إن "سفارة فرنسا في بورت أو برنس لا تزال مفتوحة وما زالت تعمل رغم الظروف المتدهورة".
وأضافت أن موظفي السفارة "في حالة تعبئة كاملة لدعم الجالية الفرنسية على الأرض".
وأوضح بيان الخارجية إنه تم تنظيم رحلات الإجلاء "لتمكين المواطنين الأكثر ضعفًا من مغادرة الدولة الكاريبية".
قبلها، بدأت الولايات المتحدة في إجلاء مواطنيها بطائرات هليكوبتر من العاصمة الهايتية "بورت أو برنس" إلى جمهورية الدومينيكان المجاورة، ومنها إلى ولاية فلوريدا الأمريكية. بعد أن أرسلت قوات عسكرية لتعزيز الأمن في سفارتها.
وتضمّن تحذير الخارجية الأمريكية أن مواطنيها يجب أن يفكروا في الرحلات الجوية "فقط إذا كنت تعتقد أنه يمكنك الوصول إلى مطار كاب هايتيان بأمان".
تزايد العنف
تشهد العاصمة الهايتية معارك ضارية في الشوارع منذ نهاية فبراير الماضي، مع استقالة رئيس الوزراء أرييل هنري، بسبب أعمال العنف في وقت سابق من هذا الشهر.
ورغم أن العصابات المسلحة دعت إلى رحيله باعتباره أحد مطالبها الرئيسية، فإن الإطاحة بهنري لم تسفر عن أي تخفيف لأعمال العنف.
ويعاني المواطنون في هايتي من نقص خطير في الغذاء ولم تتشكل بعد حكومة انتقالية جديدة.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، امتدت أعمال العنف إلى ضاحية "بيتيون فيل" في العاصمة "بورت أو برنس"، وهي منطقة راقية تضم العديد من السفارات والفنادق الفاخرة، والتي هدد زعيم العصابة جيمي شيريزير "باربيكي" باستهدافها الأسبوع الماضي، لإيوائها سياسيين.
أعمال نهب
خلال الأسبوع الماضي، قال عدد من الوكالات الحكومية ووكالات الإغاثة في البلاد، إن منشآتها وإمدادات المساعدات الخاصة بها قد نُهبت.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" أن إحدى حاوياتها التي تحتوي على "مواد أساسية لبقاء الأمهات والأطفال حديثي الولادة، بما في ذلك أجهزة الإنعاش والمعدات ذات الصلة" قد نُهبت في الميناء الرئيسي في العاصمة، والذي اخترقته العصابات الأسبوع الماضي.
وقال برونو مايس، ممثل اليونيسيف في هايتي، في بيان: "نهب الإمدادات الضرورية لدعم إنقاذ حياة الأطفال يجب أن يتوقف فورًا، ويجب أن يظل وصول المساعدات الإنسانية آمنًا".
وقبل أسبوع أيضًا، قالت وزارة الخارجية الجواتيمالية، إن مكاتب قنصلها الفخري في هايتي "تعرضت للنهب"، لكنها لم تقدم أي تفاصيل عن الأضرار أو السرقات، ولم تذكر الجهة المسؤولة.
وقالت الوزارة إن "الأوراق والوثائق الخاصة بالسنوات الأربع أو الخمس الماضية فقط هي التي تم نقلها سابقًا"، إلى سفارة جواتيمالا في هايتي، الموجودة في جمهورية الدومينيكان المجاورة.