شعرت بأن خالد النبوي شقيقي بالفعل.. وطلبت من المخرج معاملتي كالوجوه الجديدة
الفن مساحة صدق وإبداع وليس بالخبرة.. وسأظل دائمًا قلقة على أدواري
قصة "إمبراطورية ميم" صالحة لتقديمها عدة مرات.. والمسلسل يختلف عن فيلم فاتن حمامة
انتظرت الممثلة المصرية نشوى مصطفى كثيرًا حتى وجدت قصة تشد انتباهها وتحمّسها للعودة إلى المنافسة الدرامية الرمضانية بعد غياب سنوات عنه، إذ كانت تكتفي بالظهور من حين لآخر ضيفة شرف في بعض الأعمال، لكنها كانت تترقب عملًا حقيقيًا متكاملًا، وجدت ضالتها في مسلسل "إمبراطورية ميم" بطولة خالد النبوي، الذي يعيد من خلاله تقديم قصة قصيرة تحمل الاسم نفسه للأديب الراحل إحسان عبد القدوس.
لم تتردد نشوى مصطفى في الموافقة على "إمبراطورية ميم"، بعد أن تلقت اتصالًا هاتفيًا من المنتج الفني للعمل أخبرها فيه أنه بطولة خالد النبوي ومعالجة درامية لمحمد سليمان عبد المالك، ثم تبعه اتصال هاتفي آخر من المخرج محمد سلامة، استغرق نحو ساعة كاملة عرفت من خلاله كل تفاصيل الشخصية والشكل الذي يريدها عليه، خصوصًا أن صعوبتها تكمن في بساطتها حسبما أوضحت في حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية" كاشفة عن المزيد من التحديات التي واجهتها فيه، وكواليس العمل، ومدى اختلاف المسلسل عن الفيلم الصادر في السبعينيات من بطولة فاتن حمامة.
قد يعتقد البعض أن شخصية "مديحة" التي تجسدينها في المسلسل تحتاج إلى مذاكرة نظرًا لبساطة تفاصيلها.. ما تعليقك؟
أرى أن دور "مديحة" صعب للغاية لأنه لشخصية طبيعية وعادية للغاية، وصعوبته الأكبر في أنه دور لا يعتمد على الدراما الملتهبة وليست شخصية تمت خيانتها أو ظلمها، لكنها شخصية اجتماعية عادية بسيطة تشبه كل السيدات البسطاء اللائي على فطرتهن وسجيتهن وتعيش مع شقيقها وتعتني بأولاده بعد وفاة والدتهم، فهي تؤدي مهام الأم لهم.
مؤكدة أن صعوبة مثل هذه الشخصيات يكمن في أنها لا تمر بحدث جلل، يلهب تفاصيله الدرامية، إضافة إلى أن المؤلف محمد سليمان عبد المالك جعل كل الشخصيات في هذا العمل من لحم ودم، وليست شخصيات تمثيلية تلفزيونية لتكون دراما حياتية وطبيعية وصعبة بكيفية الاستحواذ على المشاهد بشكل بسيط.
ابتعدت كثيرًا عن الدراما الرمضانية.. كيف ترين هذه العودة؟
رغم إرهاق التصوير، إلا أنني مستمتعة كثيرًا بالعمل، وسعادتي ليست في مجرد العودة، لكن لأنها تأتي من خلال عمل مكتمل العناصر، يدور في إطار اجتماعي محترم، ومع النجم خالد النبوي الذي يملك رصيدًا كبيرًا لدى جمهور الوطن العربي، والمخرج العبقري الشاب محمد سلامة الذي يملك بصمة في كل تفاصيل العمل، ويذكرني بالأساتذة المخرجين الكبار من الزمن القديم، إذ يهتم بتفاصيل الشخوص الدرامية ويوجه الممثل، وهو شخصيًا بداخله ممثل، وعندما حدثني في البداية طلبت منه أن يعاملني كأنني وجه جديد ويوجه لي كل الملاحظات التي يريدها.
لكنك تملكين تاريخًا فنيًا طويلًا يمنحك الخبرة.. فلماذا طلبت ذلك؟
لأنني أرى دائمًا أن الخبرة تكون في مجالات مثل الهندسة أو الطب والتجارة وغيرها، لكن في الفن لا يوجد شيء اسمه خبرة، فالفن مساحة صدق وإبداع، وليس بالخبرة، كما أنني أريد تقديم أفضل ما لدي.
هل يعني ذلك أنك كنت قلقة من ردود الفعل على الشخصية؟
بالطبع، كنت وسأظل قلقة بشأن ردود الفعل على دوري، وربنا يديم عليّ نعمة القلق لأن جزءًا من متعة الفنان أن يظل يشعر بالقلق لكي يجتهد أكثر ويقدم أفضل ما لديه.
في ظل هذا القلق.. ما ردود الفعل التي وصلتك حتى الآن؟
ردود الفعل على شخصية "مديحة" أسعدتني كثيرًا، لأنني شعرت بأن الجمهور اشتاق إلي، وبالفعل لم أصدق هذا التفاعل لأنه فوق توقعاتي، إضافة إلى أن هناك إشادة كبيرة برسالة العمل التي أراها مهمة للغاية، فهو يسلّط الضوء على العديد من القضايا الشبابية في عائلة "مختار أبو المجد" أو خالد النبوي، الذي شعرت أنني لست شقيقته في العمل فقط، لكن في الحقيقة أيضًا.
طبيعة شخصية مديحة تسمح دراميًا بلمسة كوميدية.. كيف تعاملت مع ذلك؟
كما قلت.. هي شخصية طبيعية للغاية، والإنسان العادي في شخصيته وظروف حياته تراجيديا وكوميديا، فالحياة ليست نوعًا واحدًا فقط، و"مديحة" امرأة بسيطة وطيبة وتصدق كل من حولها وتحبهم وليس لديها طموح شخصي كبير في الحياة، واللمسة الكوميدية الخفيفة على الشخصية جاءت في إطار المواقف الحياتية التي تتعرض لها وليست كوميديا الإفيهات.
ألم تخشي المقارنة مع فيلم فاتن حمامة الشهير؟
هناك اختلاف جذري، بين الفيلم الذي تم تقديمه عام 1972 بطولة النجمة الراحلة فاتن حمامة، ويحمل الاسم نفسه، وبين المسلسل، كما أنني أرى المسلسل يجوز تقديمه مرة أخرى بعد فترة بشكل جديد، فالنص مرن ويتحمل تقديمه في أكثر من شكل، واستمراريته مضمونة، لأن دائمًا هناك أحداث تتغير بشكل دوري في حياتنا.
الموضوعات والقضايا التي يناقشها الفيلم ليست هي ذاتها في المسلسل، كما أن هذا العمل يلتزم بملمح أساسي في القصة الأصلية التي تحمل الاسم نفسه في أن الشخصية الرئيسية لرجل وليست لامرأة كما ظهر في الفيلم. ونحن نحتاج دائما لمناقشة مشكلات الشباب دراميا مع اختلاف الأجيال.
وما أبرز مشكلات الشباب التي يتعرض لها المسلسل؟
سلّط المؤلف الضوء على حالة التمرد التي يمر بها الشباب سواء الفتاة التي تريد السفر بمفردها، والأخرى التي تريد لعب كرة القدم والتمرد على المجتمع، والشاب الذي يريد السيطرة على إدارة المنزل، والطفلة المتمردة على عمرها وتريد أن تصبح فتاة شابة سريعًا، وهنا يظهر التمرد بشكل عام في كل نموذج يتم استعراضه في أسرة مختار أبو المجد.
ثمة التقاء أجيال في هذا العمل من أعمار مختلفة.. كيف كانت الكواليس؟
كل شاب وطفل في العمل كان يستحق هذه الفرصة، فهم مميزون ولديهم الموهبة، وتجمعنا طوال فترة التصوير مشاعر المودة والاحترام ونشعر وكأننا أسرة واحدة بالفعل، وكل ذلك يهوّن معاناة التصوير التي تصل لساعات عديدة، كما أن خالد النبوي بطل العمل يتعامل معي كأني شقيقته بالفعل وأولاده في المسلسل وكأنهم أولاده فعلًا، وليس ممثلًا يقدم دوره ويغادر، فهو يتعايش معنا.
كيف ترين المنافسة في موسم رمضان هذا العام؟
المنافسة بالفعل رائعة، فنحن للأسف مازلنا في مرحلة التصوير، وبالتالي أمر سريعًا على مواقع التواصل الاجتماعي لمشاهدة جزء من الأعمال، وأعجبني الكثير منها، فأنا منبهرة كثيرًا بمسلسل "الحشاشين" بطولة كريم عبد العزيز الذي جعلني فخورة ببلدي أكثر، وبأن لدينا مخرجًا هائلًا مثل بيتر ميمي، وإنتاجًا عبقريًا لشركة سينرجي، و لا يقل جودة عن الأعمال العالمية، كما أعجبني للغاية مسلسل "مسار إجباري" للشابين الموهبين المميزين أحمد داش وعصام عمر، وبالفعل أرى أن المواهب المصرية لا تنضب، وبعد انتهاء شهر رمضان سوف أشاهد كل المسلسلات لأن ردود الفعل عليها مبهرة.