يشهد مسلسل "إمبراطورية ميم" تأكيد الثنائية الفنية المميزة للنجم خالد النبوي وابنه نور النبوي، إذ يظهران بنفس علاقتهما الطبيعية الواقعية، الأول يُجسد دور الأب "مختار أبو المجد، والثاني يظهر في دور الابن "مروان"، لكن بشكل مُغاير للواقع.
الابن هنا ينافس الأب على تولي مسؤولية المنزل في إعادة تناول درامي تلفزيوني للقصة القصيرة، التي كتبها الأديب الراحل إحسان عبدالقدوس، وسبق أن تم تقديمها في فيلم سينمائي شهير عام 1972، بطولة فاتن حمامة وأحمد مظهر، لكن المسلسل الرمضاني الجديد يحتفظ بالسياق الدرامي الأساسي للقصة الأصلية، مع إضافة الكثير من التفاصيل الدرامية بما يواكب العصر الجديد.
"صديقي وأتعلم منه".. هكذا وصف نور النبوي علاقته بوالده، مؤكدًا في العديد من اللقاءات الإعلامية أنه يعتز بمشاركة والده في أعمال فنية، وأنه يتعلم منه الكثير، كما لم ينكر أنه تعلم حب السينما ومشاهدة الأفلام منه، فهو كان النافذة التي رأي من خلالها هذا العالم، لكن ذلك وحده ليس السبب الأساسي في تعلقه بالفن، فهو كان حريصًا على دخول هذا العالم الذي اجتذبه بشدة.
ويستطيع المُشاهد العادي أن يلاحظ وجه الشبه الكبير بين الابن ووالده، الذي يمتد أيضًا إلى نبرة الحديث، لكن رغم ذلك لا يسعى نور إلى تقليد والده، ويلتزم بالسياق الدرامي للعمل، فهو يجسد دور ابنه الذي يخالفه الرأي في أمور كثيرة ويدخل معه في تحديات عدة، نظرًا لطبيعة اختلاف الأجيال وطريقة التفكير.
وساعد هذا التشابه الشكلي على تصديق المشاهد للخط الدرامي الذي يجمعهما في "إمبراطورية ميم"، الأمر نفسه الذي تحقق في مسلسل "راجعين يا هوي"، الذي عُرض عام 2022، إذ جسد خالد النبوي دور "بليغ أبو الهنا" عم نور النبوي "طارق أبو الهنا"، في قصة للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة.
اللافت للنظر أن المسلسلين للمخرج محمد سلامة، الذي كان سببًا رئيسيًا في تكوين ذلك الثنائي الفني، عندما عرض على نور النبوي المشاركة في "راجعين يا هوى"، بعدما اعتذر ممثل كان سيؤدي الدور نفسه قبل بدء التصوير بـ3 أيام فقط، إذ رأى وقتها أنه الأنسب لتجسيد الشخصية، حسبما قال في تصريحات تلفزيونية، مشيرًا إلى أن خالد النبوي لم يكن يعرف من الأساس أن ابنه سيقف أمامه في المسلسل.
تأتي مشاركة نور النبوي في "إمبراطورية ميم" بعد النجاح الكبير الذي حققه في شباك تذاكر السينما، من خلال فيلم "الحريفة" الذي تخطت إيراداته 73 مليون جنيه.