بينما يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، لليوم 168، دعا زعماء الاتحاد الأوروبي إلى وقف إطلاق النار، مما أظهر إجماعهم على هذه المسألة للمرة الأولى منذ أكتوبر، وفق ما ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، وصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وتغلب زعماء الاتحاد الأوروبي على خلافاتهم بالدعوة إلى "هدنة إنسانية فورية تؤدي إلى وقف مستدام لإطلاق النار" في غزة. ويمثل الإعلان الأوروبي، الذي صدر في قمة بروكسل في وقت متأخر من أمس الخميس، المرة الأولى، التي يتفق فيها الزعماء الأوروبيون على إعلان بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة، منذ أكتوبر.
ويدعو الإعلان، الذي وافق عليه جميع الزعماء الـ 27 إلى "الإفراج غير المشروط عن جميع المحتجزين، وتقديم المساعدة الإنسانية، لكنه لا يجعل مطالبته بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية مرهونة بالتوصل إلى اتفاق.
ويضيف الإعلان: "يشعر المجلس الأوروبي بقلق عميق إزاء الوضع الإنساني الكارثي في غزة وتأثيره غير المتناسب على المدنيين، وخاصة الأطفال، فضلًا عن خطر المجاعة الوشيك الناجم عن عدم كفاية دخول المساعدات إلى غزة".
وفي بروكسل، قال تشارلز ميشيل رئيس المجلس الأوروبي، إن جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين اتفقوا على "بيان قوي وموحد بشأن الشرق الأوسط" يتضمن دعوة "لوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن إلى غزة".
ووصف ميشيل الوضع في غزة، بأنه "مأساة إنسانية"، وقال بعد محادثات القمة إن زعماء الاتحاد الأوروبي دعوا إلى "هدنة إنسانية فورية تؤدي إلى وقف مستدام لإطلاق النار".
وأضاف رئيس المجلس الأوروبي، إن "الوصول الإنساني الكامل والآمن إلى غزة أمر ضروري لتزويد السكان المدنيين بالمساعدة المنقذة للحياة في الوضع الكارثي في غزة".
وفي مؤتمر صحفي بعد القمة، حذر ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، من تصاعد الصراع في الشرق الأوسط.
ودعا رئيس المجلس الأوروبي، حكومة الاحتلال إلى الامتناع عن شن عملية برية في رفح الفلسطينية، حيث نزح إليها 1.4 مليون فلسطيني، منذ بداية العدوان على غزة في 7 أكتوبر الماضي.
وأعرب إعلان الاتحاد الأوروبي المكون من ثماني فقرات عن قلقه العميق إزاء "الخطر الوشيك للمجاعة الناجم عن عدم كفاية دخول المساعدات إلى غزة".
وقد عزز الإعلان الأوروبي، الذي صدر ليلة الخميس، الإجماع بين حلفاء واشنطن على ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار غير المشروط، قبل صفقة المحتجزين إذا لزم الأمر، في مواجهة كارثة إنسانية، وفق "الجارديان".
وفي الأمم المتحدة، قال المبعوث الفرنسي نيكولا دو ريفيير: "حان الوقت لإنقاذ الأرواح. عدد الشهداء بلغ حوالي 32 ألف رجل وامرأة، ويجب أن تتوقف الآن. لهذا السبب سأشجع مجلس الأمن على اتخاذ إجراء قبل نهاية الأسبوع".
وأضاف: "في كل مرة تكون هناك أزمة في العالم، أول ما يطلبه مجلس الأمن هو وقف إطلاق النار، ثم المحادثات. وهذا ما يتعين علينا أن نفعله في غزة أيضًا. ولا ينبغي أن يكون هناك استثناء".
وتأتي الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة، في الوقت الذي أدى فيه العدوان المدمر على القطاع المحاصر، إلى استشهاد أكثر من 32 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، كما حذر كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ومنظمات الإغاثة من خطر المجاعة في غزة.