الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يدعمون زيادة ميزانية الدفاع.. الحرب الأوكرانية تفقد الألمان الثقة في جيشهم

  • مشاركة :
post-title
استطلاع رأي يظهر أن معظم الألمان غير مستعدين لحمل السلاح دفاعا عن بلادهم

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، تبخرت الأهداف الغربية وخاصة الألمانية على عدة جبهات، وأصبحت برلين ضمن الخاسرين الذين يلملمون جراحهم، فيما فقد ملايين المواطنين الألمان ثقتهم في القدرة على مواجهة روسيا حال شنّت حربًا ضدهم.

ونشرت صحيفة "فوكاس" الألمانية نتائج استطلاع رأي أظهرت نتائجه أن ثلاثة أرباع السكان الألمان اليوم لا يثقون في القدرات الدفاعية للجيش الألماني، ما يطرح سؤالًا حول تقييم إمكانات الجيش الألماني والمناقشات حول توسيع ميزانية الدفاع.

الاستعداد للحرب

هل يجب أن تكون ألمانيا مستعدة للحرب؟ حاول القائمون على استطلاع الرأي العثور على إجابة لهذا السؤال، ووفقًا لهم، فإن غالبية السكان الألمان ليسوا مستعدين للدفاع عن بلادهم حال نشوب صراع عسكري محتمل مع روسيا، وفق موقع "فويس أوف يوروب".

وفي الوقت نفسه، صنف 75% من المشاركين في الاستطلاع إمكانات القوات المسلحة الألمانية بأنها "محدودة" أو "محدودة للغاية"، ولم يتمكن 15% من تقديم إجابة، فيما أبدى 10% فقط ثقتهم التامة من نجاح الجيش الألماني.

زيادة تمويل وزارة الدفاع

وتعليقًا على زيادة التمويل لوزارة الدفاع، أيد 7 من كل 10 مشاركين هذه المبادرة، وكان ردّ فعل ما يقرب من 64% إيجابيًا على فكرة أن ألمانيا يجب أن تنفق أكثر من 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، إذ إن هذا الرقم يتجاوز هدف حلف شمال الأطلسي "الناتو"، فيما ذهب 26% من المشاركين في الاستطلاع إلى عدم الموافقة على التوسع المحتمل في الميزانية، و10% لم يقرروا بعد.

وقال وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، في مقابلة مع برنامج "Berlin Direkt" الذي تبثه الإذاعة الحكومية، أكتوبر الماضي، إن "ألمانيا يجب أن تصبح مستعدة للحرب، علينا أن نكون دفاعيين"، وقال لمقدم البرنامج: "قم بإعداد الجيش الألماني والمجتمع لذلك"، وفق صحيفة "دي فيلت".

%75 من المشاركين في استطلاع قالوا إن إمكانات الجيش الألماني محدودة
لسنا مستعدين نفسيًا

وقال وزير الدفاع الألماني إن الحرب الروسية الأوكرانية جعلت بلاده تواجه واقعًا جديدًا لم تعتد عليه منذ 30 عامًا، مضيفًا: "علينا أن نعتاد فكرة أن خطر الحرب على أوروبا يمكن أن يلوح في الأفق.. لسنا مستعدين نفسيًا لذلك".

وبحسب استطلاع الرأي، فإن أكثر من 68% من المستطلعين يؤيدون موقف بيستوريوس، وما لا يقل إثارة للاهتمام هو حقيقة أن أكبر قدر من الدعم لرأي وزارة الدفاع تم التعبير عنه من قبل سكان الجزء الغربي من البلاد (73٪)، وفي المناطق الشرقية بلغت نسبة المؤيدين لهذا الخطاب 52%.

ويسعى بيستوريوس إلى التغلب على نقص الجنود في الجيش، التي لا تزال الأزمة الأكبر منذ إلغاء التجنيد الإجباري في 2011، لذا ربما تتجه البلاد إلى تجنيد من لا يحمل الجنسية الألمانية، مبررًا دعوته بأن بلاه لن تكون أول قوات مسلحة في أوروبا تفعل ذلك، موضحًا أن هناك أشخاصًا يعيشون في ألمانيا من الجيلين الثاني أو الثالث، لكنهم لم يحصلوا بعد على الجنسية الألمانية، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.

مساعدات لأوكرانيا

ولأول مرة في تاريخها الحديث، تقدم ألمانيا الدعم العسكري والأسلحة لطرف في حالة حرب، وأصبحت ثاني أكبر مساهم بالمساعدات العسكرية لأوكرانيا، كما شارك المجتمع الألماني في الجهود المبذولة لمساعدة الأوكرانيين، إذ لجأ أكثر من مليون أوكراني إلى ألمانيا، ويلتحق الآن أكثر من 200 ألف طفل أوكراني بالمدارس الألمانية، ومن تقديم المساعدات الإنسانية إلى معدات توليد الطاقة وعلاج الجنود والأطفال الأوكرانيين في المستشفيات الألمانية، ما يجعل من الصعب المبالغة في تقدير هذه الجهود، وفق "بوليتيكو".

ونشرت مارجريتا سيمونيان، رئيسة تحرير شبكة "روسيا اليوم"، مطلع الشهر الجاري، مقطعًا صوتيًا مسربًا، يضم محادثة بين أربعة ضباط في القوات الجوية الألمانية، بما في ذلك قائدهم اللفتنانت جنرال إنجو جيرهارتز، يناقشون التفاصيل التشغيلية والاستهدافية لصواريخ توروس، التي قد يتم إرسالها إلى أوكرانيا مُستقبلًا، كما تحدثوا عن طرق الحفاظ على إمكان الإنكار المعقول لتورط ألمانيا في مثل هذا الهجوم، لتجنب إثارة صراع أوسع نطاقًا.

خسائر الحرب

وامتدت خسائر الحرب الروسية الأوكرانية بعد عامين إلى ألمانيا، صاحبة الاقتصاد الأقوى في أوروبا، إذ إن برلين اعتمدت منذ فترة طويلة على واردات الطاقة الروسية، لكن العقوبات قطعت عمليات التسليم، ما أدى إلى انفجار الأسعار، وبحسب الدراسات فإن التكلفة على الاقتصاد الألماني تبلغ 200 مليار يورو، والسبب الرئيسي هو ارتفاع أسعار الطاقة، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.

وقال مارسيل فراتشير، رئيس المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية، إن التكاليف التي ستتحملها ألمانيا بعد عامين من الحرب في أوكرانيا من المرجح أن تكون أعلى بكثير من 200 مليار يورو، فيما نشرت صحيفة "راينيش بوست" في دراسة أجراها معهد الاقتصاد الألماني المرتبط بأرباب العمل، والتي تفيد بأن حرب أوكرانيا كلفت ألمانيا حتى الآن نحو 240 مليار يورو.

وفي مقال للكاتب جابور ستينجارت بمجلة "فوكس" الألمانية، قال: "بعد أوكرانيا، من المرجح أن تكون الجمهورية الاتحادية الخاسر الأكبر في هذه الحرب، ونتيجة للتبادل العسكري، تفقد ألمانيا أمنها وازدهارها وسمعتها في العالم، ومع روسيا فقدت مورد الغاز الرخيص والموثوق لعقود من الزمن".