في تصريحات لافتة، أطلق وزير البنية التحتية السابق في أوكرانيا فلاديمير أوميليان، فكرة جريئة حول كيفية تعويض الغرب عن مساعداته العسكرية الضخمة لكييف في حربها ضد روسيا.
واقترح "أوميليان"، في حديثه لمجلة بوليتيكو الأمريكية، حصول الولايات المتحدة وحلفائها على الموارد الطبيعية الروسية مقابل دعمهم أوكرانيا حال فوزها بالحرب.
وجاء المقترح ردًا على شائعات مفادها بأن الولايات المتحدة قد تحول تبرعاتها إلى قروض، إذ تواجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن معارضة في الكونجرس لتقديم حزمة مساعدات إضافية بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا، ما يلقي الضوء على التحديات الجيوسياسية المعقدة المحيطة بالأزمة.
ووفقًا للصحيفة الأمريكية، اقترح الجمهوريون في الكونجرس تحويل خمس المساعدات البالغة 60 مليار دولار لأوكرانيا التي طلبها البيت الأبيض إلى قرض، في حين قال السيناتور ليندسي جراهام من ولاية كارولينا الجنوبية إنه طرح الفكرة خلال زيارته الأخيرة كييف.
وقال وزير الخارجية الأوكراني ديمتري كوليبا، للصحفيين، الثلاثاء الماضي، إنه يحتاج إلى الاطلاع على التفاصيل حتى يتمكن من التعليق على الاقتراح، كما دعا مصدر مجهول مقرب من الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى مزيد من التفاصيل قبل اتخاذ أي قرار.
ومع ذلك، ذكر "أوميليان" أن الغرب سينتهي به الأمر بالحصول على الموارد الطبيعية الروسية مقابل جهوده.
وقال الوزير الأوكراني السابق، لصحيفة "بوليتيكو": "إذا فزنا، فسوف ندفع لكم النفط والغاز والماس والفراء الروسي.. إذا خسرنا، فلن تكون هناك مشكلة تتعلق بالمال، بل ستصبح مسألة كيف يمكن للغرب البقاء على قيد الحياة".
أدار أوميليان وزارة البنية التحتية في أوكرانيا من عام 2016 إلى عام 2019، وهو منتقد لحكومة زيلينسكي، ومع ذلك، فإن تعليقاته تتماشى مع "صيغة السلام" الرسمية في كييف، والتي تريد من روسيا دفع تعويضات، والتخلي عن جميع الأراضي التي تطالب بها أوكرانيا، والخضوع لمحكمة جرائم الحرب.
ومع ذلك، بدا "كوليبا" والمساعد -الذي لم يذكر اسمه- أكثر ترددًا بشأن فكرة القرض.
وقال المساعد إن جراهام اقترح أن يتم إعفاء القرض في ظل ظروف معينة، مضيفًا أن الفكرة في حد ذاتها كانت "مسيئة إلى حد ما" للأوكرانيين، إذ شعرت كييف بحقها في الحصول على دعم الولايات المتحدة بسبب مذكرة بودابست لعام 1994، والتي تخلت بموجبها أوكرانيا عن مطالباتها بالأسلحة النووية السوفييتية.
وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن متشائمًا بالمثل بشأن آفاق كييف، قائلًا: "إن بقاء أوكرانيا في حد ذاته معرض للخطر ما لم تتمكن واشنطن وحلفاؤها من تقديم المزيد من الأموال"، مشيرًا -أمام اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية في رامشتاين بألمانيا- إلى إن "الشرف والأمن" الأمريكيين كانا أيضًا على المحك.
وواجهت حزمة المساعدات البالغة قيمتها 60 مليار دولار، والتي تم طلبها في أكتوبر، عقبات متعددة في الكونجرس في حين حاول البيت الأبيض استخدام مجموعة من المبررات لإقناع الجمهوريين المعارضين بالإفراج عن التمويل، بدءًا من تقديمه كحافز للاقتصاد الأمريكي، إلى القول بأن روسيا سوف تغزو حلف شمال الأطلسي بالكامل إذا هُزمت أوكرانيا.