يتخذ الممثل المصري أحمد مكي من فن parody أو "المحاكاة الساخرة" أسلوبًا مميزًا له في العديد من الأعمال الفنية التي يقدمها، وهو يعني تقليدًا كوميديًا ساخرًا ومبالغًا فيه لعمل فني آخر، ليظهر بشكل جديد مستوحى أحداثه وشخوصه من العمل الأصلي بشكل طريف، الأمر الذي يواصله في الجزء الثامن من مسلسل "الكبير أوي" المنافس في دراما رمضان الحالي.
صنّاع العمل الكوميدي في الحلقات التي تُعرض حاليًا حوّلت قصة المسلسل الإسباني الشهير La casa de papel (بيت المال) إلى نسخة مصرية ساخرة، لنرى شخصيتي "حزلقوم" و"جوني" اللتين يجسدهما أحمد مكي، يتزعمان عصابة مكونة من أهل قرية "المزاريطة" لسرقة أحد البنوك.
ارتدى أبطال المسلسل ملابس تشبه تمامًا تلك التي ظهر بها نجوم المسلسل الإسباني ذات اللون الأحمر، وأطلقوا على أنفسهم بشكل كوميدي أسماء مناطق وأماكن مصرية، على غرار "برلين" و"طوكيو"، وغيرهما من أسماء المدن والعواصم العالمية الكبرى التي اختارها أبطال المسلسل الأصلي، فيما تغير شكل القناع ليبدو شبه "الكبير" الذي يجسد دوره أيضًا أحمد مكي.
كما حرص مخرج العمل أحمد الجندي مع مهندسي الديكور على أن يبدو شكل البنك داخليًا وخارجيًا، مماثلًا إلى حد كبير لما ظهر في المسلسل العالمي ذائع الصيت الصادر عام 2017.
المحاكاة الساخرة التي يصنعها أحمد مكي في "الكبير أوي 8" ستمتد في الحلقات المقبلة – حسبما يوضح الإعلان الدعائي للعمل- إلى أعمال شهيرة ومنها فيلم Napoleon (نابليون) بطولة خواكين فينيكس، وأيضًا فيلم التسعينيات الشهير the mask أو "القناع"، والعديد من الأفلام الشهيرة الأخيرة.
فيما شهد الجزء السادس من سلسلة "الكبير أوي" محاكاة طريفة للمسلسل الكوري الشهير "لعبة الحبار"، واتساقًا مع طبيعة السرد الكوميدي لمثل هذه النوعية من الأعمال تم تغيير اسم اللعبة لتصبح "لعبة السبيط" في أجواء تشبه تمامًا المسلسل ذائع الصيت الذي يتم الإعداد لجزء ثانٍ له حاليًا بعد نجاحه الكبير.
ويعد أحمد مكي أحد أبرز الممثلين المصريين الذين يجيدون تحويل الأعمال الأجنبية إلى نسخ مصرية كوميدية ساخرة، سواء باقتباس الاسم، مثلما فعل في فيلمه الشهير "لا تراجع ولا استسلام.. القبضة الدامية" على غرار فيلم جان كلود فان دام الشهير No Retreat No Surrender، أو بأخذ ملامح من القصة الرئيسية وتغييرها بطابع مصري ساخر، مثلما يفعل حاليًا في "الكبير أوي".
ويلجأ "مكي" أحيانًا إلى تطبيق ذلك على أفلام مصرية كلاسيكية شهيرة، كما هو الحال في فيلمه "طير إنت" عندما أعاد بطريقة ساخرة مشهد يحاكي الفيلم الكلاسيكي الشهير "شيء من الخوف" بطولة محمود مرسي وشادية، في قصة الأمنية الخاصة بالنفوذ، واللافت هنا أن فيلم مكي الصادر عام 2010 مستلهم قصته من فيلم أمريكي بعنوان bedazzled لكن نسخة بطل "الكبير أوي" ظهرت بملامح مصرية خاصة.
هذه الملامح المصرية شديدة الخصوصية يضعها أحمد مكي دائمًا في أعماله الفنية، كما تظهر بشكل كوميدي، وهو ما أشار إليه في حوار صحفي قديم، فثقافة عمل أفلام أو مسلسلات بطريقة الـParody منتشرة للغاية في السينما العالمية، وكل بلد يضع فيها ملامح ثقافته الخاصة.