في عالم الترفيه، يرتبط الجمهور ببعض الشخصيات الدرامية، ويصبح نجاحها طاغيًا، ما يدفع صناع الأعمال الفنية إلى الاستفادة منها بأجزاء تالية، ويبقى التحدي الأساسي في قدرة هذه الشخصيات على التمسك بجمهورها وعدم الوقوع في فخ الملل، الأمر الذي نجح فيه بشدة أحمد مكي من خلال دور "الكبير أوي" بالمسلسل الذي يحمل الاسم نفسه، وينتظر الجمهور عرض الجزء الثامن منه في رمضان 2024.
الظهور الأول لأحمد مكي في شخصية "الكبير أوي" جاء عبر الفيلم الشهير "طير إنت" الصادر عام 2009، وجسد الممثل الكوميدي في هذا العمل نحو 7 شخصيات مختلفة، إضافة إلى الشخصية الرئيسية، قبل أن يفرد لها المساحة الدرامية الأكبر عام 2010، من خلال مسلسل بنفس الاسم عبر 15 حلقة، في فترة كان السائد نوعية مسلسلات الـ30 حلقة، لكن النجم الكوميدي راهن على قصة العمل التي تدور في أجواء قرية بصعيد مصر سماها "المزاريطة" ومن شدة نجاح العمل الممتد عبر 14 عامًا اعتقد البعض أنها بالفعل إحدى قرى الصعيد.
ويتمتع المسلسل بمحددات رئيسية منحته جاذبية خاصة، سواء في طبيعة قصصه الكوميدية الفانتازية، واختيار الألوان للديكورات وخلفية المشاهد، وشكل شارة المقدمة المختلف والمعتمد بشكل كبير على الرسوم المتحركة، وحافظ صناع العمل على أغنية شارة البداية طوال الأجزاء الـ7 الماضية، الأمر الذي سيتكرر بالموسم الثامن المرتقب، وأيضًا اعتمد صناعه على رسم شخصيات أقرب إلى الكاريكاتورية لكن منحتها تفاصيل خاصة، وفي مقدمتها بالطبع "الكبير أوي" الذي ظهر في الحلقة الأولى بالموسم الأول طفلًا صغيرًا لديه شارب، في المشهد الذي كان يحكي له فيه والده - جسد دوره أيضًا أحمد مكي - قصة إنجابه وأن والدته أمريكية وله أخ توأم هو "جوني" الذي يعيش بالخارج.
نجاح الجزء الأول شجع صناعه على إنتاج جزء ثان بالعام التالي مباشرة، وأضيف لشخصياته دور "حزلئوم"، الشقيق الثالث لـ"الكبير أوي"، والمفارقة أن هذه الشخصية كانت ظهرت في البداية بالفيلم الشهير "لا تراجع ولا استسلام" الصادر قبل شهر واحد من عرض الموسم الأول، لكن مكي مع نجاح الفيلم قرر إضافته لشخوص مسلسله الكوميدي بالجزء الثاني، واستمر عبر باقي الأجزاء التالية، مع شخصيات عدة تعلق بها الجمهور، منها "هجرس" محمد سلام، "أشرف" حسين أبو حجاج، "فزاع" هشام إسماعيل، "الدكتور ربيع" بيومي فؤاد، وغيرها من الشخصيات.
شخصية الكبير أوي التي جاءت من السينما إلى الدراما التلفزيونية، اصطحبت معها أيضًا شخصية "هدية" التي جسدت دورها دنيا سمير غانم، عبر 4 أجزاء متتالية، قبل أن تعتذر عن الاستمرار في الجزء الخامس الصادر عام 2015، الذي كان نصيبه من النجاح ليس على نفس مستوى المواسم الأربعة التالية، ليتوارى المسلسل عن الخريطة الرمضانية في السنوات التالية.
غاب الكبير أوي عن جمهور رمضان طيلة 6 سنوات قبل أن يعود بقوة عبر موسم جديد عام 2022، وحقق نجاحًا منقطع النظير، وتصدر قوائم المشاهدة في رمضان، وكشف عن وجوه جديدة أبرزها رحمة أحمد فرج، التي جسدت دور "مربوحة" في أول ظهور درامي تلفزيوني لها، وأصبح اسم الشخصية مُلتصقًا بها.
مشاهدو الكبير أوي يعودون باستمرار للحصول على المزيد من المواقف الكوميدية، فيما تحتفي المراجعات النقدية بقدرة العمل على الاستمرار دون ملل من أحداثه، تلك الأحداث التي يقتنع بها الجمهور رغم أنها تبتعد تمامًا عن القصص المقنعة وتعتمد على سرد هزلي لشخصيات غير واقعية، لكن فريق العمل الذي يقوده المخرج أحمد الجندي، لديه قدرة على تنمية الشخصيات وتطويرها، والتغلب على بعض الأزمات التي قد تعترض المواسم المتتالية، منها اعتذار نجوم عن الاستمرار مثلما فعلت دنيا سمير غانم، كما غاب هشام إسماعيل وشخصية "فزاع" عن الموسم الخامس، لكن المسلسل استمر مُحافظًا على قاعدته الجماهيرية ومُكتسبًا جمهورًا جديدًا.