بعد إعلان إسرائيل اعتزامها تنفيذ الاجتياح البري لمدينة رفح الفلسيطينية، التي فر إليها سكان غزة، منذ الحرب على القطاع قبل 167 يومًا، في خطوة حذرت منها الولايات المتحدة الأمريكية، لحماية المدنيين المتواجدين بالمدينة، إذ هرب إليها ما يقرب من 1.5 مليون نسمة.
وخلافًا لتوصية الحكومة الأمريكية، يتمسك نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بهجوم بري في رفح الفلسطينية المكتظة بالسكان، الأمر الذي دفع واشنطن بالفعل للعمل على تطوير سيناريوهات بديلة لتقديمها إلى إسرائيل، بحسب موقع أكسيوس الأمريكي.
وتدرس حكومة الرئيس الأمريكي جو بايدن عدة خيارات ستقترحها على وفد إسرائيلي رفيع المستوى في واشنطن، الأسبوع المقبل، وتتلخص إحدى الأفكار في تأجيل العملية العسكرية بمدينة رفح الفلسطينية، والتركيز على استقرار الوضع الإنساني بشمال المنطقة الساحلية، كما تشمل الخطة أيضًا بناء ملاجئ للمدنيين الذين سيتم إجلاؤهم من رفح الفلسطينية.
وتطرق جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، إلى هذه الفكرة عندما أعلن أن نتنياهو قبل طلبًا للرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال مكالمتهما الهاتفية في وقت سابق من ذلك، لإرسال فريق مشترك بين الوكالات إلى واشنطن للاستماع إلى مخاوف الولايات المتحدة، حول التخطيط الإسرائيلي الحالي لرفح الفلسطينية.
وبعد القصف الإسرائيلي المكثف على شمال ووسط المنطقة الساحلية، تشير التقديرات إلى أن 1.5 مليون من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة يقيمون حاليًا في رفح.
وتزعم إسرائيل أنه من دون شن هجوم على رفح الفلسطينية، لن يكون من الممكن هزيمة حماس بالكامل، وتعتبر الولايات المتحدة أن الهجوم البري واسع النطاق أمر خاطئ.
وقال موقع أكسيوس نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، إنه من المتوقع أن يسافر يواف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، بشكل منفصل إلى واشنطن، الأسبوع المقبل، لإجراء محادثات مع لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، ومسؤولين كبار آخرين.
وحذّر المراقبون من العواقب المدمرة لمثل هذا الهجوم على السكان المدنيين، فيما تحذر الولايات المتحدة أيضًا من شن عملية عسكرية في رفح، وتصر على أن تقدم إسرائيل مقترحات ذات مصداقية لحماية المدنيين بالمدينة.
وقال بنيامين نتنياهو، في اجتماع لمجلس الوزراء: "لن يمنعنا أي قدر من الضغوط الدولية من تحقيق جميع أهداف الحرب، إطلاق سراح جميع المحتجزين، والتأكد من أن "قطاع غزة لم يعد يُشكل تهديدًا لإسرائيل".
وأمام تلك الضغوط والتحذيرات الدولية، تراجع نتياهو قائلًا: "جيش الاحتلال الإسرائيلي لن يشن هجومًا على رفح، بينما لا يزال مدنيون هناك"، الأمر الذي أظهر تناقضًا في تصريحاته.