أوضاع مأساوية يعيشها سكان غزة، منذ 164 يومًا شن فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا وحشية على قطاع غزة، لم يترك فيها أثرًا ولا حجرًا إلا ودمرته آلاته الحربية، في خطة لإجبار السكان للنزوح نحو رفح الفلسطينية، الذي يخطط جيش الاحتلال لاجتياحها، بعد أن أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية خططه لمهاجمة جنوب قطاع غزة، بحسب موقع "تاجز شاو" الألماني.
مظاهرات ضد نتنياهو
تظاهر الآلاف مرة أخرى في عدة مدن إسرائيلية من أجل إطلاق سراح المحتجزين، والاحتجاج ضد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ودعا أقارب المحتجزين في قطاع غزة إلى التوصل لصفقة محتجزين جديدة، مطالبين الحكومة بالتحرك السريع في هذا الصدد.
وانتشرت في شوارع "تل أبيب" بعض المسيرات التي شهدت فوضى بين الشرطة والمتظاهرين، وفي بعض الأماكن، أشعل الناس نيرانًا صغيرة وأشعلوا قنابل دخان وهتفوا من أجل إطلاق سراح المحتجزين، كما استخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق التجمعات الفردية.
"لقد نفد الوقت منك".. شعار رفعه أقارب المحتجزين في قطاع غزة، متهمين نتنياهو وحكومته بعدم القيام بما يكفي لضمان إطلاق سراحهم، ودعوا إلى إجراء انتخابات مبكرة، وعلى شاشة كبيرة عرضوا مقطع فيديو من خطاب السيناتور الأمريكي تشاك شومر، الذي قال إنه يعتقد أن إجراء انتخابات مبكرة في مصلحة إسرائيل.
نتنياهو يتجاهل الشارع الإسرائيلي
تجاهل رئيس وزراء الاحتلال، مطالب الشارع الإسرائيلي بإنهاء الحرب لإطلاق سراح المحتجزين، بعد أن وافق نتنياهو على خطط الهجوم على رفح، الجمعة الماضي، ويحذر المراقبون من العواقب المدمرة لمثل هذا الهجوم على السكان المدنيين، فيما تحذر الولايات المتحدة أيضًا من شن عملية عسكرية في رفح، وتصر على أن تقدم إسرائيل مقترحات ذات مصداقية لحماية المدنيين في المدينة.
وقال بنيامين نتنياهو في اجتماع لمجلس الوزراء: "لن يمنعنا أي قدر من الضغوط الدولية من تحقيق جميع أهداف الحرب، إطلاق سراح جميع المحتجزين، والتأكد من أن "قطاع غزة لم يعد يُشكل تهديدًا لإسرائيل".
ورغم التحذيرات الدولية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "سنعمل أيضًا في رفح، رغم اكتظاظها بالمدنيين النازحين".
وأمام تلك الضغوط والتحذيرات الدولية، تراجع نتياهو قائلًا: "الجيش الإسرائيلي لن يشن هجومًا على رفح بينما لا يزال مدنيون هناك"، الأمر الذي أظهر تناقضًا في تصريحاته.
ضرورة وقف إطلاق النار
بدوره؛ قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، مرة أخرى إنه يعتقد أن هناك حاجة ماسة إلى زيادة المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة والتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، وفي اجتماع مع رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار في البيت الأبيض، أكدا ضرورة المضي قدمًا في حل الدولتين، وهو "الطريق الوحيد" نحو السلام والأمن الدائمين.
وقال ليو فارادكار، رئيس الوزراء الأيرلندي، إن الشعب الأيرلندي "منزعج بشدة" مما يحدث في غزة، وأكد أن هناك الكثير مما يمكن تعلمه من عملية السلام الأيرلندية والمشاركة الأمريكية الحاسمة في تلك العملية.
استخدام سلاح الجوع في الحرب
وعن سياسة التجويع التي ينتهجها جيش الاحتلال، اتهم جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إسرائيل بتعمد استخدام الجوع في الحرب، ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى قطاع غزة، وقال في مؤتمر ببروكسل: "نحن في حالة مجاعة تؤثر على آلاف الأشخاص".
وأمام معاناة سكان غزة، وضعت الحكومة الإيطالية برنامج مساعدات الاتحاد الأوروبي لقطاع غزة، ويريد أنطونيو تاجاني، وزير الخارجية الإيطالي، تقديم مبادرة الغذاء من أجل غزة في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، لجعل المساعدات الإنسانية أكثر فعالية عن طريق البر والبحر بدلًا من إنزال إمدادات الإغاثة بالمظلات.
وقال رئيس حزب "فورزا إيطاليا"، قبل كل شيء، إن الممر البحري بين لارنكا في قبرص وغزة يجب أن يصبح أكثر فعالية من أجل ضمان التحرك السريع في حالة وقف إطلاق النار.