نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الفوز بفترة ولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية، التي استمرت ثلاثة أيام، ووفقًا للنتائج الأولية، فاز قائد الكرملين بنحو 87 % من الأصوات، ما دفع الكثيرون للتكهن بمسار الأزمة الأوكرانية خلال الفترة المقبلة، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
وقال الرئيس الروسي بعد غلق الصناديق في حملته الانتخابية بموسكو: "بالطبع، أمامنا الكثير من المهام، لكني أريد أن أوضح الأمر للجميع عندما تم توحيدنا، لم يتمكن أحد على الإطلاق من إخافتنا، أو قمع إرادتنا وضميرنا الذاتي، لقد فشلوا في الماضي، وسيفشلون في المستقبل".
الفوز الأكبر لـ"بوتين"
وحصل بوتين - 71 عامًا - على أكثر من 10 نقاط مئوية مقارنة بانتخابات 2018 "76.7%"، وهو ما يعتبر أفضل نتيجة حققها على الإطلاق مع بدء ولايته الخامسة في منصبه، وأفادت التقارير بأن نسبة إقبال الناخبين تجاوزت 74%، وهو رقم قياسي أيضًا كونه أعلى رقم في الانتخابات الرئاسية الروسية.
وفاز بوتين بنسبة 53% من الأصوات في عام 2000، و71% في عام 2004، و64% في عام 2012، و77% في عام 2018.
مخاوف من تعبئة جديدة للجيش
وخلال ولاية جديدة تستمر ست سنوات، تسمح لـ"بوتين" بالحكم حتى عام 2030، يخشى العديد من الروس تعبئة جديدة لمئات الآلاف من جنود الاحتياط لتعزيز قواته على الجبهة في الحرب التي تجاوزت عامها الثاني، والدائرة رحاها منذ 24 فبراير 2022، حسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
في أعقاب محاولات روسيا لتطويق أوكرانيا من ثلاث جهات والاستيلاء على كييف، أعلن بوتين التعبئة الجزئية في سبتمبر 2022، وسط اعتقاد المراقبين أن بوتين سيضطر إلى الانتظار إلى ما بعد الانتخابات لاتخاذ الخطوة التي قد لا تحظى بشعبية وهي استدعاء كبير للخدمة العسكرية.
وفي 2022 أعلن الجيش الروسي تعبئة جزئية لـ318 ألف جندي من القوات الاحتياطية، وإرسال 82 ألف جندي إلى منطقة القتال.
ضرائب جديدة في روسيا
وعلى الصعيد الداخلي، ربما تشهد الفترة المقبلة زيادات ضريبية لتمويل الإنفاق المرتفع على الحرب ومشروعات السياسة الاجتماعية، وبعد نجاح الرئيس الروسي، الفترة السابقة، في حماية اقتصاده من العقوبات، في ظل تفوق مصانع ذخيرته في إنتاجها على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.
وأدت الحرب بالفعل إلى تحويل الاقتصاد لـ "اقتصاد حرب"، بعد إنفاق 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الجيش، وهي أعلى نسبة منذ نهاية الاتحاد السوفييتي، أعربت الشركات عن قلقها من أن الحكومة ستزيد الضرائب بعد التصويت بعد أن قال "بوتين": "إن الحكومة ستضع قواعد ضريبية جديدة للأفراد والكيانات الخاصة"، ورجح الخبراء أن ذلك يعني على الأرجح ارتفاع الضرائب، حسب المجلة الألمانية.
وسارع المستهلكون الروس إلى شراء السيارات في بداية العام، بعد أن أشار محللو سوق السيارات إلى أن الفترة التي سبقت الانتخابات قد تكون أفضل وقت للشراء، لأن الروبل قد ينخفض قيمته بمجرد انتهاء التصويت، وقفز عدد السيارات الجديدة المباعة في روسيا خلال يناير وفبراير بأكثر من 80% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقًا لموقع أفتوستات، وهو موقع إخباري عن صناعة السيارات الروسية.