انهار نظام الرعاية الصحية في هايتي وسط تمرد العصابات الذي أجبر رئيس وزراء البلاد على الاستقالة، ما ترك ضحايا العنف مع أمل ضئيل في الحصول على رعاية طبية، وفقًا لعمال الإغاثة في الدولة الكاريبية المنكوبة.
وفي الأسبوعين الماضيين، أضرمت النيران في المستشفيات، وقُتل الأطباء، وجفت الإمدادات الطبية الأساسية. والآن لا يزال هناك مستشفى عام واحد فقط يعمل في بورت أو برنس، عاصمة هايتي، ومن المتوقع أيضًا أن يغلق أبوابه قريبًا.
وقال ماكينزي آرتشر، المستشار الاستشاري للمنظمات الطبية غير الحكومية الرائدة في هايتي: "إن نظام الرعاية الصحية في بورت أو برنس غير موجود بالأساس، بل ويتدهور الوضع بشكل سريع"، وفقًا لصحيفة "ذا جارديان".
وهاجم قُطّاع طرق مسلحون مراكز الشرطة والمباني الحكومية والمطار الدولي، محققين هدفهم المعلن يوم الاثنين عندما أعلن رئيس الوزراء أرييل هنري أنه سيتنحى بمجرد تعيين مجلس انتقالي، واستمر العنف مع تنافس الفصائل السياسية على السلطة.
ويعاني نحو نصف سكان هايتي من الجوع، وشح الماء والكهرباء، ويتعرض المدنيون للرصاص الطائش يوميًا، و أُجبر ما لا يقل عن 15 ألف شخص على الفرار من منازلهم في الموجة الأخيرة من المعارك المسلحة، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، ليصل إجمالي عدد النازحين داخليًا إلى أكثر من 360 ألف شخص.
وتسببت حرب الشوارع في ارتفاع حاد في حالات مرضى الطوارئ بسبب جروحهم، في الوقت الذي تغلق فيه معظم المستشفيات أبوابها - غير قادرة على توفير الموظفين أو الطاقة أو الإمدادات الطبية الأساسية التي تحتاج إليها.
وقال لوران أووموريمي، مدير هايتي في منظمة ميرسي كوربس الخيرية الأمريكية: "لقد تحول سكان بورت أو برنس إلى بدو يتنقلون باستمرار بين الأحياء، ويبحثون عن ملجأ مع أقاربهم أو غرباء، أو يقيمون في مأوى مؤقت. الخوف يتغلغل في كل زاوية"، وفقًا لصحيفة "ذا جارديان".
واشتعلت النار والنهب في العديد من المرافق، بما في ذلك سانت فرانسيس دي سيلز، وهو أحد آخر مراكز رعاية الصدمات المتبقية في العاصمة، ومستشفى جود آن، الذي يعالج مرضى الطوارئ.
وقال الدكتور رونالد لاروش لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: "لقد أخذوا كل شيء غرف العمليات، والأشعة السينية، وكل شيء من المختبرات والصيدليات". إنهم يأخذون حتى نوافذ المستشفيات وأبوابها"
وقال آرتشر: "لم يكن من غير المألوف أن ينتظر المرضى في سرير المستشفى لإجراء العمليات الجراحية الروتينية لمدة شهر، حيث لا توجد إمدادات طبية لإجراء العمليات الجراحية لهم".
وذكر إنه "حتى قبل الاضطرابات الحالية، كان المسلحون يسيطرون على الطرق الرئيسية والوصول إلى ميناء المدينة، ما أدى إلى اختناق إمدادات التخدير والدم والأكسجين.
ويبقى العاملون في مجال الرعاية الصحية في منازلهم لتجنب الوقوع في مرمى نيران المناوشات في الشوارع أو الاغتيال على يد المراهقين ببنادق هجومية بسبب تقديم العلاج الطبي للشرطة أو أفراد العصابات المتنافسة.
كانت الدكتورة ناتالي بارتيليمي لوران أحدث حالة وفاة في مجتمع الرعاية الصحية، عندما أمطر رجال مسلحون، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، سيارتها بالرصاص بالقرب من منزلها في بورت أو برنس.