حذر البيت الأبيض ومجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، أمس الجمعة، إيران من عقد صفقة لبيع صواريخ باليستية إلى روسيا، ولوحوا بـ"عواقب سريعة".
وقال مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، في إفادة صحفية: "المفاوضات بين روسيا وإيران لشراء صواريخ قريبة المدى وجارية وتحرز تقدمًا". وأكد "كيربي" أن "روسيا وإيران ستواجهان عواقب سريعة في حال إتمام صفقة الصواريخ".
وجاءت تصريحات المسؤول الأمريكي تعقيبًا على تحذير مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى إيران، أمس الجمعة، من نقل صواريخ باليستية إلى روسيا، لاستخدامها في صراعها مع أوكرانيا، مشيرة إلى أنها ستتخذ إجراءات ضد طهران إذا فعلت ذلك.
وقال زعماء المجموعة، في بيان: "إذا مضت إيران في تقديم الصواريخ الباليستية أو التكنولوجيا ذات الصلة لروسيا، فنحن مستعدون للرد بسرعة وبطريقة منسقة بما في ذلك اتخاذ إجراءات جديدة ومهمة ضد إيران".
وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مصادر، الشهر الماضي، إن إيران زودت روسيا بعدد كبير من الصواريخ الباليستية (أرض-أرض) القوية، في تعميق للتعاون العسكري بين البلدين الخاضعين لعقوبات أمريكية.
ولم يوضح بيان مجموعة السبع، ما إذا كانت روسيا تلقت بالفعل صواريخ إيرانية، ما يشير إلى أن طهران لا تزال في مرحلة دراسة الاحتمال.
وقالت الدول في البيان: "قلقون للغاية بشأن التقارير التي تفيد بأن إيران تدرس نقل صواريخ باليستية وتكنولوجيا ذات صلة".
وأردفت المجموعة في بيانها: "ندعو إيران إلى عدم القيام بذلك، لأنه سيزيد من زعزعة الاستقرار الإقليمي ويمثل تصعيدًا ماديًا كبيرًا في دعمها للحرب الروسية في أوكرانيا"، مضيفة أن طهران زوّدت روسيا بالفعل بطائرات مسيرة استخدمتها ضد مدنيين.
وترأس إيطاليا حاليًا مجموعة السبع، التي تضم الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وكندا، وأحد الإجراءات التي تدرسها مجموعة السبع، هو منع الخطوط الجوية الإيرانية، الناقل الجوي الوطني للبلاد، من السفر إلى أوروبا، وفقًا لمسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وحسبما ذكرت شبكة "أيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية، رفض المسؤول، الذي لم يكن مخولًا بالتعليق وأصر على عدم الكشف عن هويته، معاينة العقوبات الأخرى التي تفكر فيها الولايات المتحدة بما يتجاوز وصف الإجراء المحتمل بأنه "إجراءات مهمة".
ويأتي البيان في وقت يدرس فيه الاتحاد الأوروبي أيضًا اتخاذ إجراءات ضد إيران على خلفية تزويد روسيا بالأسلحة، حسبما أوردت "رويترز" الأسبوع الماضي.
وتفرض الولايات المتحدة وأوروبا بالفعل عقوبات واسعة النطاق على إيران تستهدف الأفراد بالإضافة إلى الحد من وصول البلاد إلى التجارة والخدمات المالية والطاقة والتكنولوجيا وغيرها من القطاعات.
ولفتت "أيه بي سي نيوز" إلى أن العقوبات المفروضة على إيران هي المجموعة الأكثر شمولًا من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على أي بلد، حيث تستهدف الآلاف من الأفراد والكيانات.
وحسب الشبكة، ذكرت إدارة بايدن في يناير، إن مسؤولي المخابرات الأمريكية توصلوا إلى أن الاتفاق الروسي الإيراني لم يكتمل، لكنهم يشعرون بالقلق من أن المفاوضات الروسية للحصول على صواريخ من إيران تتقدم بشكل نشط.
وفي سبتمبر، وفقًا للبيت الأبيض، استضافت إيران وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو لاستعراض مجموعة من أنظمة الصواريخ الباليستية، وهي الخطوة التي أثارت قلق الولايات المتحدة من إمكانية التوصل إلى اتفاق.
والعام الماضي، أبرمت إيران صفقة لشراء طائرات مقاتلة من طراز "سوخوي- 35" من روسيا، وتتطلع إلى شراء معدات عسكرية متقدمة إضافية من البلاد، بما في ذلك طائرات هليكوبتر هجومية ورادارات وطائرات تدريب قتالية، وفقًا للبيت الأبيض.
واتخذت الولايات المتحدة ودول أخرى خطوات تهدف إلى إحباط عمليات التوريد أو البيع أو النقل التي تشمل إيران والمواد المتعلقة بالصواريخ الباليستية، بما في ذلك إصدار إرشادات للشركات الخاصة حول ممارسات شراء الصواريخ الإيرانية؛ للتأكد من أنها لا تدعم عن غير قصد جهود إيران التنموية.
وحسب "أيه بي سي نيوز"، سعت إدارة بايدن مرارًا وتكرارًا إلى إثبات أن الكرملين أصبح يعتمد على إيران وكوريا الشمالية للحصول على الأسلحة التي يحتاجها لخوض حربه ضد أوكرانيا، وكشفت عن نتائج استخباراتية تقول إنها تظهر ذلك.
وذكرت الشبكة، أن روسيا حصلت على صواريخ باليستية من كوريا الشمالية واستخدمتها ضد أوكرانيا.
وأضافت إن روسيا تلقت المئات من الطائرات بدون طيار الهجومية أحادية الاتجاه، بالإضافة إلى المعدات المتعلقة بإنتاج الطائرات بدون طيار، من إيران، وفقًا للبيت الأبيض. كما اتهمت إدارة بايدن طهران بتزويد روسيا بالمواد اللازمة لبناء مصنع لتصنيع الطائرات بدون طيار شرق موسكو.