انتقد وزير الدفاع السلوفاكي، روبرت كاليناك، فكرة إرسال قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى أوكرانيا، واصفًا إياها بأنها "خط أحمر" لا ينبغي تجاوزه، مُحذرًا من أن مثل هذه الخطوة ستزيد بشكل كبير من مخاطر اندلاع صراع عالمي.
هذه التصريحات تأتي في وقت تزايدت فيه الدعوات من مختلف الجهات الدولية للدخول في مفاوضات سلام حقيقية لإنهاء الأزمة، بما في ذلك من قبل البابا والرئيس التركي وبعض الدول الأوروبية.
وقد ذكر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مثل هذا الاحتمال في تصريحات لوسائل الإعلام الأسبوع الماضي، عندما أشار إلى أن الناتو "لا يمكنه استبعاد" مثل هذا الخيار.
وأثارت تعليقات ماكرون موجة من النفي من جانب كبار المسؤولين في الدول الأعضاء في الناتو، بما في ذلك المملكة المتحدة وجمهورية التشيك وفنلندا والسويد، الذين أعلنوا أنه ليس لديهم مثل هذه الخطط.
وقد أيدت هذه الفكرة في البداية دولتان فقط من دول البلطيق، وفي يوم الجمعة الماضي، أيد وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، أيضًا ماكرون عندما قال إن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تتطلب "تصعيدًا غير متكافئ" من جانب الغرب، كما وصف كبير دبلوماسيي وارسو وجود حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا بأنه "أمر لا يمكن تصوره".
تحذير من إرسال الناتو لأوكرانيا
وحذر كاليناك في مقابلة مع قناة TA3 التلفزيونية المملوكة للقطاع الخاص في سلوفاكيا، من "خط أحمر" لا ينبغي تجاوزه، مع إرسال جنود الحلف إلى أوكرانيا، مشيرًا إلى أن ذلك "سيزيد بشكل كبير من خطر نشوب صراع عالمي"، مضيفًا أن أولئك "الجادين في دعم أوكرانيا" يجب أن يدعوا "الأوكرانيين الأصحاء" للعودة إلى ديارهم.
كما دعا إلى إنهاء الأعمال العدائية بين كييف وموسكو، وقال إن هناك حاجة إلى مخرج غير عنيف.
وقال الوزير إن العالم يشهد بالفعل عواقب "الحرب حتى آخر أوكراني"، مُشددًا على أن "الوقت قد حان للبحث عن حلول سلمية".
وقال كاليناك: "فقط من خلال الوقف الفوري للأعمال العدائية، يمكننا منع المزيد من إراقة الدماء واستعادة سيادة أوكرانيا".
وأعرب رئيس البرلمان السلوفاكي بيتر بيليجريني عن مشاعر مماثلة، خلال زيارة للمجر المجاورة، إذ قال للصحفيين بعد اجتماعه مع نظيره المجري لازلو كوفر: "يجب ألا نتخلى عن محاولة إنهاء القتل اليومي للجنود والمدنيين في أقرب وقت ممكن"، وذكر أيضًا أن سلوفاكيا لن ترسل جنديًا واحدًا إلى أوكرانيا.
دعوات لأنهاء الصراع
أصبحت الدعوات الموجهة للأطراف المتحاربة لبدء محادثات السلام أكثر تكرارًا في الآونة الأخيرة، وفي أواخر فبراير، عرض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، استضافة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.
وفي الأسبوع الماضي، حث البابا فرانسيس كييف على "التحلي بالشجاعة" للدخول في محادثات مع موسكو لإنقاذ الأرواح بدلًا من السماح باستمرار إراقة الدماء، كما عرض خدماته كوسيط.
ودعا وزير الدفاع الإيطالي جيدو كروسيتو، الأحد، الغرب إلى "تفعيل القنوات الدبلوماسية" لحل النزاع بين روسيا وأوكرانيا.
وفي وقت سابق من شهر مارس، حذر وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو، من أن كييف لن تؤدي إلا إلى إضعاف موقفها التفاوضي من خلال تأخير المحادثات مع موسكو.
وقد أعلنت روسيا مرارًا وتكرارًا أنها مستعدة لإجراء محادثات طالما أخذ الوضع على الأرض في الاعتبار، إلا أن أوكرانيا تصر على أن أي مفاوضات لن تبدأ إلا بعد انسحاب القوات الروسية من جميع الأراضي التي تطالب بها. وترفض موسكو مثل هذه المطالب ووصفتها بأنها "سخيفة".