تستضيف بولندا، أكبر مناورات لحلف شمال الأطلسي منذ نهاية الحرب الباردة، في إشارة واضحة لروسيا على قدرة الحلف على الردع، بعد التهديدات المتزايدة من قبل موسكو، ويجري حلف شمال الأطلسي "الناتو"، المناورة المخطط لها منذ فترة طويلة في شمال شرق بولندا، على خلفية الصراع المشتعل بين روسيا وأوكرانيا، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
وتعد "التنين 24"، أكبر عرض للقدرات الدفاعية، من قبل التحالف والدول الأعضاء فيه منذ عام 1999، والتي تجري على أطول نهر في بولندا بالقرب من بلدة كورزينيوو، على بعد حوالي مائة كيلومتر جنوب جدانسك، الأمر الذي اعتبرته موسكو استفزازًا لها.
ووفقًا للقوات المسلحة البولندية، فإن إجمالي المشاركين في المناورات 20 ألف جندي من عشر دول تابعة لحلف شمال الأطلسي، بما في ذلك 15 ألف جندي من بولندا، إلى جانب 3500 معدة عسكرية.
ويعبر الجنود نهر "فيستولا" في مناورة عسكرية مشتركة في بولندا، اليوم الإثنين، من خلال بناء جسر عائم بمثابة اختبار للتعاون بين القوات المسلحة في البر والبحر والجو وفي الفضاء الإلكتروني.
وتعد هذه التدريبات جزءا من مناورة كبرى يقوم بها حلف شمال الأطلسي لردع روسيا على جناحها الشرقي، بعد تحذيرات متزايدة من أن روسيا قد تكون مستعدة في غضون سنوات قليلة لمواجهة دول "الناتو"، بعد الخطوة التي اتخذها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، باحتمالية استخدام القوات البرية في أوكرانيا.
وتُعد بولندا من أكثر الداعمين لأوكرانيا التزامًا، كما استقبلت ما يقرب من مليون لاجئ حرب من جارتها الشرقية، كما أنها بمثابة مركز لوجستي للمساعدات العسكرية الغربية.
ويخشى العديد من البولنديين أنهم قد يواجهون ذات يوم مصيرًا مماثلًا لمصير شعب أوكرانيا، الذي يواجه الآن حربًا روسية لأكثر من عامين، وقد استثمرت "وارسو" أخيرًا بكثافة في أنظمة الأسلحة الحديثة، وتنفق حوالي 4 % من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع.
وفي وقت سابق نفى الرئيس الروسي فلادييمر بوتين، هجوم موسكو، على بولندا ولاتفيا العضوين في "الناتو" والذي وصفه بالمستحيل.
وتعد مناورات "التنين 24" جزءا من مناورات "المدافع الصامد" الأكبر التي يجريها الناتو حاليا في جناحه الشرقي، وتعد "المدافع الصامد" أكبر مناورة للحلف الدفاعي منذ الحرب الباردة
من جانبها قالت الخارجية الروسية إن موسكو تتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان قدرتها الدفاعية، لافتة إلى مناورات الناتو التي انطلقت اليوم ذات طبيعة استفزازية وستؤدي إلى مزيد من المخاطر.