الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رغم قمع الاحتلال.. "عرب 48" يطالبون بوقف العدوان على غزة

  • مشاركة :
post-title
فلسطينيو الداخل فى الطيبة يتظاهرون للمطالبة بوقف العدوان على غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

نظم عشرات الفلسطينيين، داخل ما يسمى "الخط الأخضر"، مظاهرة محدودة في مدينة الطيبة العربية، بعد ظهر أمس السبت، للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.

وتلك هي المرة الأولى التي تتاح فيها الفرصة لمدينة الطيبة العربية، للخروج والاحتجاج، على الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ اندلاعها في 7 أكتوبر الماضي.

وهذه هي المظاهرة الثالثة المناهضة للحرب على غزة، التي ينظمها الفلسطينيون داخل الخط الأخضر، إذ تم حظر المحاولة الأولى في الناصرة في نوفمبر، بشكل فعلي عندما اعتقلت شرطة الاحتلال قادة المجتمع وأعضاء الكنيست العرب قبل بدء الحدث. وخرج نحو 1500 شخص في قرية كفر كنا الصغيرة، في 2 مارس الجاري.

ونقلت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، عن الناشطة المخضرمة نسرين مرقص، الأمينة العامة لحركة المرأة الديمقراطية، وهي مجموعة عربية يهودية نظمت الاحتجاج: "لقد منعنا كل شيء منذ بدء الحرب.. يمكنك أن ترى أن هناك مظاهرات في تل أبيب كل أسبوع، لكنهم يعطوننا الإذن فقط داخل قرانا، وليس في تل أبيب، وليس على الطريق الرئيسي".

وأضافت: "نحاول أن نفعل شيئًا ضد الحرب، ولهذا السبب تم اعتقال الكثير من الشباب والنساء وتم التحقيق معهم، فقط لأننا عبرنا عن شعورنا بالتضامن مع أهل غزة، شعبنا".

وقضت المحكمة العليا الإسرائيلية، في نوفمبر، بأن الحظر الفعلي على الاحتجاجات المناهضة للحرب في المناطق العربية هو أمر قانوني، بعد أن قالت الشرطة إنها لا تملك القوة البشرية اللازمة لتأمينها.

وقالت آية الجعبري، ممرضة من الطيبة، والتي جاءت إلى الاحتجاج مع أبنائها الثلاثة: "كانت هذه هي الفرصة الأولى، لذلك انتهزتها".

ولفتت "ذا جارديان" إلى أن القمع الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، إذ يفقدون وظائفهم وسبل عيشهم، ويشعرون بالاختناق بسبب المناخ السياسي الذي يجعل من المستحيل عليهم تقريبًا انتقاد الحرب على غزة.

ونقلت الصحيفة عن ريهام أبو العسل، من الناصرة: "أنا من الجيل الثالث في الناصرة، لقد نشأت وأنا أشعر أن من حقي أن أقول ما أشعر به.. هذه هي المرة الأولى التي أضطر فيها إلى قياس ما قلته، لأول مرة في حياتي، كنت خائفة".

وقررت "أبو العسل" الدعوة عبر الإنترنت إلى إنهاء الحرب على غزة في 16 أكتوبر، وقالت: "علمت منذ اللحظة التي نشرت فيها هذا المنشور، أنني قد أضطر إلى دفع ثمن شخصي".

تابعت: "أصبحت الدعوة إلى إنهاء الحرب رمزًا للخيانة، فالمجتمع بأكمله يشعر أن من حقه أن يكون شرطيًا لاستجوابك أو حتى الوشاية بك بسبب جملة مثل (أوقفوا الحرب)".

وفي الاجتماع الذي سبق المسيرة، قادت عرين عويضة، ورشة عمل للنساء حول كيفية التعبير عن أنفسهن على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الاحتجاجات، دون المخاطرة بسلامتهن الجسدية أو تعليمهن أو مستقبلهن المهني. وقالت: "تحتاج المرأة إلى التنفيس عن هذا الغضب والقمع بداخلها".

بالإضافة إلى دفعهم باستمرار للاختيار بين هويتهم كفلسطينيين أو كمواطنين داخل الخط الأخضر الذي رسمه الاحتلال، يتعرض المجتمع العربي للدمار الاقتصادي بسبب تداعيات الصراع.

وتعرض العديد منهم إلى الطرد من وظائفهم، أو فقدوها مع انهيار السياحة، وهي صناعة حيوية في المناطق التي يهيمن عليها العرب في الناصرة والقدس الشرقية المحتلة، والآن، تقترح حكومة الاحتلال ميزانية من شأنها خفض التمويل لعرب الداخل بنسبة 15%.

وقالت سجا كيلاني، صحفية وناشطة عربية فلسطينية من الناصرة، إن هذه التخفيضات، إذا تم تنفيذها، قد تؤدي إلى خطر تأجيج العنف والجريمة والبطالة. وأضافت: "في العام الماضي، قُتل 244 شخصًا بطرق عنيفة في مجتمعنا، وهذا العام كان هناك 32 حالة وفاة مرتبطة بالجريمة بالفعل".