يواجه تطبيق الفيديوهات القصيرة "تيك توك" موجة غضب كبيرة في الكونجرس الأمريكي، إذ وضع 50 صوتًا داخل مجلس النواب التطبيق الصيني بين سندان الانسحاب أو الحظر الكامل داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
موافقة بالإجماع
ووافقت لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب الأمريكي بالإجماع، أمس الخميس، على تشريع يمنح شركة "بايت دانس" الصينية 6 أشهر للانسحاب من تطبيق الفيديو القصير "تيك توك"، أو مواجهة حظر أمريكي، وفق "رويترز".
ويمثل التصويت بأغلبية 50 صوتًا مقابل صفر، زخمًا أكثر أهمية لحملة قمع أمريكية يواجهها "تيك توك"، الذي يستخدمه نحو 170 مليون أمريكي، والذي توقف خلال العام الماضي وسط ضغوط شديدة من قبل الشركة، فيما يأمل المشرعون في التحرك بسرعة بشأن هذا الإجراء، وقالوا إن مجلس النواب الأمريكي قد ينظر في مشروع القانون في الأسابيع المقبلة.
سيل من المكالمات
وتعرض أعضاء الكونجرس لسيل من الدعوات والمكالمات من الناخبين الغاضبين بعد أن أطلق "تيك توك" حملة جديدة تحذر مستخدميه من أن التطبيق المملوك للصين معرض لخطر الإغلاق في الولايات المتحدة، إذ بمجرد الدخول يطلب من المستخدمين إدخال الرمز البريدي الخاص بهم، ويوجههم للاتصال بممثلهم في الكونجرس للسماح لهم بمعرفة ما يعنيه لهم التطبيق وإخبارهم بالتصويت بـ"لا"، وفق موقع "أكسيوس" الأمريكي.
170 مليون مستخدم أمريكي
وقالت الشركة الصينية بعد التصويت: "هذا التشريع له نتيجة محددة مسبقًا بحظر كامل في الولايات المتحدة، ومحاولة تجريد 170 مليون أمريكي من حقهم الدستوري في حرية التعبير، ما يضر بملايين الشركات، ويحرم الفنانين من الجمهور، ويدمر سبل عيش عدد لا يحصى من المبدعين في جميع أنحاء البلاد".
فيما أعرب فرانك بالوني، أكبر عضو ديمقراطي في اللجنة، أمس الخميس، عن أمله في أن يفرض القانون سحب الاستثمارات من "تيك توك"، مضيفًا: "سيتمكن الأمريكيون من الاستمرار في استخدام هذه المنصات وغيرها من المنصات المماثلة دون التعرض لخطر تشغيلها والتحكم فيها، من قبل خصومنا".
حل مشروط
وقال رئيس لجنة اختيار الصين في مجلس النواب مايك جالاجر: "يمكن أن يستمر (تيك توك) ويمكن للناس أن يفعلوا ما يريدون فيه بشرط أن يكون هناك هذا الانفصال"، وحثّ مستثمري "بايت دانس" من الأمريكيين على دعم البيع، مشيرًا إلى أن "هذا ليس حظرًا، لكنه عملية جراحية مصممة لإزالة الورم، وبالتالي إنقاذ المريض في هذه العملية".
وقال مساعد في الكونجرس إن مستخدمي "تيك توك" يتدفقون على الكابيتول هيل بمكالمات هاتفية تحث المشرعين على عدم دعم هذا الإجراء، إذ يحظى التطبيق بشعبية كبيرة في أمريكا وقد يكون الحصول على الموافقة على التشريعات في عام انتخابي أمرًا صعبًا.
وفي الشهر الماضي، انضمت حملة إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى "تيك توك"، كما منع قاضٍ أمريكي أواخر نوفمبر الحظر الأول من نوعه الذي فرضته ولاية مونتانا على التطبيق، قائلًا "إنه ينتهك حقوق حرية التعبير للمستخدمين".
بيع للأسهم
وذكرت وكالة رويترز أن لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة (CFIUS) التي تقودها وزارة الخزانة الأمريكية طالبت في مارس 2023 مالكي "تيك توك" الصينيين ببيع أسهمهم أو مواجهة احتمال حظر التطبيق، لكن الإدارة لم تتخذ أي إجراء.
ويهدف مشروع القانون الجديد إلى تعزيز السلطة القانونية لمعالجة TikTok، وحاول سلف بايدن، الجمهوري دونالد ترامب ، حظر التطبيق في عام 2020 لكن المحاكم الأمريكية أوقفته.
وذكر البيت الأبيض أن بايدن سيوقع على مشروع القانون، ما يضع إلحاحًا جديدًا وعدوانًا في حملة "تيك توك" لمواجهة الجهود المستمرة منذ سنوات لمعالجة مخاطر الأمن القومي للتطبيق.
ووجدت استطلاعات متعددة أن "تيك توك" هو المصدر الرئيسي للأخبار لمعظم الشباب، ومصدر ذو شعبية متزايدة للأمريكيين بشكل عام.
ودعا "جالاجر"، "بايدن" إلى معالجة التهديد الذي تشكله ملكية "تيك توك" الصينية في خطابه عن حالة الاتحاد، مشيرًا إلى أنه "يتعين عليه أن يتحدث عن أكبر تهديد لأمننا القومي، وهو الحزب الشيوعي الصيني، وأعتقد أنه سيكون من الحكمة أن يركز الرئيس بشكل مباشر على ما يمكننا القيام به معًا كجمهوريين وديمقراطيين، وأمريكيين للوقوف في وجه العدوان الشيوعي المتزايد".