من المنتظر أن يلقي الرئيس الأمريكي جو بايدن خطابه الثالث عن حالة الاتحاد، اليوم الخميس، ما سلط الأضواء على عدة أمور مهمة حول الخطاب المنتظر، أبرزها الخوف من زلة جديدة يمكن أن يقع فيها في أثناء حديثه لمدة ساعة تقريبًا بسبب عمره، كما تعد الصراعات داخل الكونجرس حول السياسات الداخلية والخارجية، وانقسام الشعب حول الحروب العالمية، أحد أهم النقاط التي من المفترض أن يعالجها بايدن.
ويعد بايدن البالغ من العمر 81 عامًا - أكبر رئيس للولايات المتحدة في التاريخ - وهو ما أثار مخاوف في أثناء إلقاء الخطاب السنوي، الذي تطور إلى طقوس طويلة بالعصر الحديث، إذ يقضي الرؤساء أكثر من ساعة في البث التلفزيوني المباشر، بخلاف الوقت الذي يقضونه في تحية المشرعين والمسؤولين الحكوميين الآخرين في طريقهم إلى داخل وخارج قاعة مجلس النواب.
قضية العمر
ومن المتوقع أن يشاهد عشرات الملايين من الأمريكيين خطاب بايدن عن الاتحاد، ما يجعله أكبر جمهور له حتى الآن في مسيرته نحو ولاية ثانية، وبحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أكد الخبراء أن كيفية أدائه وتعامله مع مئات النواب تعتبر مسألة حاسمة حول عمر بايدن، بجانب عدم وقوعه في أخطاء جديدة حول أسماء الدول والأشخاص، ما يعتبر فرصة ذهبية لتغييره لاستطلاعات الرأي التي يتخلف فيها عن سلفه الرئيس السابق دونالد ترامب.
ويواجه بايدن ضغوطًا كبيرة، بحسب السياسيين، بهدف تقديم أداء قوي في الخطاب، الذي يمكن أن يُشكل واحدًا من أهم خطاباته للأمة الأمريكية، قبل المؤتمر الوطني الديمقراطي، أغسطس المقبل، إذ أمضى بسبب ذلك عدة أيام في المنتجع الرئاسي بكامب ديفيد للتحضير للخطاب المُنتظر، مرجحين أن أي أزمة غير متوقعة يمكن أن تدفع بايدن لإلقاء خطابه في المكتب البيضاوي.
انقسام الكونجرس
وعلى الرغم من توجيه بايدن في خطابيه السابقين نداءً للشراكة بين الحزبين في مختلف القضايا الخلافية بينهما، إلا أن عددًا من الديمقراطيين أكدوا للمجلة أن المشهد السياسي الحالي تغير، مع تكثيف الرئيس الحالي لانتقاداته لترامب وحزبه، وجعل قضيته الرئيسية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، نوفمبر 2024، هي أن الديمقراطية الأمريكية على المحك وصناديق الاقتراع وحدها من ستنقذها.
ومن المتوقع أن يستخدم بايدن الخطاب، لانتقاد الجمهوريين لتراجعهم عن المفاوضات بشأن تشريع إصلاح الحدود، بعد أن حث ترامب المشرعين من الحزب الجمهوري على معارضة اتفاق بشأن الهجرة، كما يمكن أن يصورهم، بحسب المجلة الأمريكية، على أنهم متطرفون بشأن قضية الإجهاض، التي تعتبر قضية رابحة بالنسبة للديمقراطيين.
الحروب العالمية
ويحاول بايدن من خلال خطابه، كما يقول الخبراء لشبكة "أي بي سي" نيوز الأمريكية، أن يقنع الأمريكيين بأن دعم أوكرانيا على بعد 5000 ميل في أوروبا الشرقية ليس قضية جديرة بالاهتمام فحسب، بل قضية لها تأثير مباشر على حياتهم اليومية والأمن القومي الأمريكي، إذ سيركز على العواقب التي قد يخلفها النصر الروسي على أوكرانيا، وسيلقي باللوم على الخسائر المتتالية لكييف على الجمهوريين وترامب.
ومن المفترض أن تأخذ الحرب الإسرائيلية على غزة حيزًا كبيرًا في خطابه، الذي يتصادف مع مظاهرة ضخمة أمام البيت الأبيض لدعم فلسطين، وجلوس أقارب المحتجزين في القاعة الرئيسية، ما دفع الخبراء لتأكيد أن أفضل رهان لبايدن هو الانحياز إلى المشاعر المشحونة، وإظهار التعاطف مع كلا الجانبين، وفي الوقت نفسه مواجهة الكونجرس بأنه لا يفعل شيئًا في هذا المأزق، ما ينتهي به الأمر إلى أن يكون خطابًا ناجحًا على أسس استراتيجية وسياسية.