لبس جيش الاحتلال الإسرائيلي عباءة الناصح الأمين للفلسطينيين خلال إسقاط المساعدات الغذائية على قطاع غزة الذي فرض عليه حصارًا قاتلًا منذ نحو 4 أشهر، فيما لا تزال أيدي جنوده ملطخة بدماء مجزرة قريبة انتزع فيها أرواح من تجمع منهم على تلك المساعدات.
نصيحة إسرائيلية
وأسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي منشورات تحث سكان غزة على عدم نهب شاحنات المساعدات، مستشهدًا بآيات من القرآن الكريم، في وقت يحاول فيه المتظاهرون الإسرائيليون إغلاق معبر كرم أبو سالم لمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وفق صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية.
وحثت منشورات الجيش الإسرائيلي التي ألقاها اليوم الاثنين، الفلسطينيين في شمال غزة على عدم نهب شاحنات المساعدات التي تمر عبر المنطقة، بعد أيام من مقتل العشرات عندما هرعت حشود إلى قافلة مساعدات في محاولة لنهبها، حسب وصف الصحيفة العبرية.
كل المسلم على المسلم حرام
وجاء في منشورات التي ألقيت على منطقة الشيخ رضوان في شمال القطاع، آية من سورة النساء: "يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم".
وحملت بعض المنشورات "يا أهل شمال قطاع غزة للمساهمة في تحسين الظروف الإنسانية ووصول المساعدات إلى شمال القطاع افسحوا الطريق للمساعدات الإنسانية وامتنعوا عن النهب والسرقة وأعمال الفوضى ليصل الطعام إلى المحتاجين والفقراء في جميع أنحاء المنطقة".
واستشهد منشور آخر بحديث نبوي من تعاليم الدين الإسلامي الذي جاء نصه في المنشور: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه".
واستخدم الجيش الإسرائيلي هذه المنشورات لتعزيز تأكيده "أن الحشود الفلسطينية هاجمت شاحنات المساعدات، ما أدى إلى مقتل العشرات بسبب الازدحام الشديد والدهس".
مجزرة الشيخ عجلين
وذكرت مصادر محلية أن دبابات الجيش الإسرائيلي فتحت نيران رشاشاتها باتجاه آلاف المواطنين من شمال قطاع غزة، وتحديدًا من مدينة غزة وجباليا وبيت حانون، كانوا ينتظرون وصول شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية عند الطريق الساحلي "هارون الرشيد" في منطقة الشيخ عجلين غرب مدينة غزة.
وأكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن "قوات الجيش الإسرائيلي استهدفت آلاف المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات غرب جنوبي غزة، بالقذائف المدفعية وإطلاق النار المباشر".
وأشارت المصادر إلى أن نحو 150 شخصًا لقوا حتفهم فيما أصيب 600 آخرين في حصيلة غير نهائية.
تعليق الجيش الإسرائيلي
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان له للتعليق على المجزرة التي شهدها القطاع الخميس الماضي، "إن الوفيات نتجت عن دهس أشخاص لبعضهم البعض، وأن الحالة الوحيدة التي تم فيها إطلاق النار كانت حادثة منفصلة قريبة شملت مجموعة صغيرة اقتربت من القوات الإسرائيلية ولم تتوقف. رغم التحذيرات المتكررة".
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، "لقد أصبح نهب شاحنات المساعدات في غزة قضية ثابتة في الأشهر الأخيرة مع انهيار النظام العام في غزة مع فقدان حماس للسيطرة، وقد تم إطلاق النار على سائقي شاحنات المساعدات ومهاجمتهم، وتكافح منظمات الإغاثة من أجل نقل وتسليم الإمدادات التي يتم جلبها إلى القطاع بسبب انعدام الأمن".