انتقدت نائبة الرئيس الأمريكي كاميلا هاريس، دولة الاحتلال الإسرائيلي بشكل صريح، لعدم قيامها بما يكفي لتخفيف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
وتواجه إدارة الرئيس جو بايدن ضغوطًا متزايدة لكبح جماح حليفتها الوثيقة، خلال عدوانها على الشعب الفلسطيني، الذي يدخل شهره الخامس.
ودعت هاريس، التي كانت تتحدث، أمس الأحد، أمام جسر "إدموند بيتوس" في "سلما" بولاية "ألاباما"، حيث ضربت قوات الدولة متظاهرين أمريكيين من أجل الحقوق المدنية قبل ما يقرب من ستة عقود، إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وحثت نائبة بايدن حركة حماس على قبول اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، مقابل إطلاق سراح فلسطينيين، ووقف الأعمال القتالية لمدة 6 أسابيع.
لكنها، حسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، وجهت الجزء الأكبر من تعليقاتها إلى إسرائيل "فيما يبدو أنه أشد توبيخ، حتى الآن، من قبل مسؤول كبير في الحكومة الأمريكية، بشأن الأوضاع في القطاع".
من أجل المساعدات
في حفل لإحياء الذكرى التاسعة والخمسين لـ"الأحد الدامي" في ألاباما، قالت هاريس: "الناس في غزة يتضورون جوعًا، الظروف غير إنسانية، وإنسانيتنا المشتركة تجبرنا على التحرك".
وأضافت: "يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تفعل المزيد لزيادة تدفق المساعدات بشكل كبير. لا أعذار".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن تعليقات نائبة الرئيس الأمريكي "تعكس الإحباط الشديد داخل الإدارة الأمريكية بشأن الحرب، ما أضر بمكانة الرئيس جو بايدن بين الناخبين ذوي الميول اليسارية، بينما يسعى لإعادة انتخابه هذا العام".
وقالت هاريس إنه يتعين على إسرائيل فتح معابر حدودية جديدة، وعدم فرض "قيود غير ضرورية" على توصيل المساعدات، وحماية العاملين في المجال الإنساني والقوافل من أن تصبح أهدافًا، والعمل على استعادة الخدمات الأساسية وتعزيز النظام.
وأشارت إلى أن ذلك "حتى يتمكن المزيد من الغذاء والمياه والوقود من الوصول إلى الموجودين في المناطق المتضررة".
وأكدت: "هناك صفقة مطروحة على الطاولة. وكما قلنا، على حماس الموافقة على تلك الصفقة. دعونا نحصل على وقف لإطلاق النار، دعونا نجمع الرهائن مع عائلاتهم، ودعونا نقدم الإغاثة الفورية لشعب غزة".
مساعي الهدنة
من المقرر أن تجتمع هاريس مع عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي بيني جانتس، اليوم الإثنين، في البيت الأبيض، ومن المتوقع أن توجه رسالة مباشرة مماثلة، وفق "رويترز" و"أسوشيتد برس".
وأمس الأحد، وصل وفد من حركة حماس، القاهرة للمشاركة في الجولة الأخيرة من محادثات وقف إطلاق النار، التي وصفها الكثيرون بأنها العقبة الأخيرة المحتملة أمام الهدنة، لكن لم يكن من الواضح ما إذا كان قد تم إحراز أي تقدم.
وذكرت النسخة الإلكترونية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن تل أبيب قاطعت المحادثات، بعد أن رفضت حماس طلبها بتقديم قائمة كاملة بأسماء المحتجزين الذين ما زالوا على قيد الحياة.
مع هذا، تصر واشنطن على أن اتفاق وقف إطلاق النار "أصبح قريبًا" وتضغط من أجل التوصل إلى هدنة بحلول بداية شهر رمضان.
وقال مسؤول أمريكي، السبت الماضي، إن إسرائيل وافقت على اتفاق إطاري، من شأنه أن يؤدي إلى أول هدنة ممتدة للعدوان الذي بدأ منذ 5 أشهر حتى الآن، مع توقف لمدة أسبوع فقط، نوفمبر الماضي.
وتأتي محادثات وقف إطلاق النار بعد استشهاد أكثر من 100 فلسطيني، الأسبوع الماضي، في "مجزرة الطحين"، في أثناء اقترابهم من شاحنة مساعدات بغزة، وهو الحادث الذي ذكرته هاريس خلال كلمتها.
وقالت: "لقد رأينا أناسًا جياعًا يقتربون من شاحنات المساعدات، محاولين ببساطة تأمين الغذاء لعائلاتهم، بعد أسابيع من عدم وصول المساعدات تقريبًا إلى شمال غزة، وقد قوبلوا بإطلاق النار".
وعرضت نائبة الرئيس الأمريكي طرقًا محددة يمكن للحكومة الإسرائيلية من خلالها السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة.
وأوضحت: "يجب عليهم - الإسرائيليون - فتح معابر حدودية جديدة. ويجب ألا يفرضوا أي قيود غير ضرورية على إيصال المساعدات، ويجب عليهم ضمان عدم استهداف العاملين في المجال الإنساني والمواقع والقوافل، ويجب عليهم العمل على استعادة الخدمات الأساسية وتعزيز النظام في غزة، حتى يتمكن المزيد من الغذاء والمياه والوقود من الوصول إلى المحتاجين".