أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، فتحت النيران عمدًا على الفلسطينيين اللذين كانوا ينتظرون المساعدات في شمال غزة، أمس الأول الخميس.
واستشهد أكثر من 100 فلسطيني، وأصيب نحو 800 آخرين، كانوا بانتظار الحصول على مساعدات في دوار النابلسي الواقع بشارع الرشيد في قطاع غزة المحاصر، في ما يعرف بـ"مجزرة المساعدات".
وشكك تحقيق لـ" نيويورك تايمز" في رواية جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن المجزرة، واتهمه بتعديل المواد المصورة التي بثّها وادعى من خلالها أن من استشهدوا سقطوا جراء عملية دهس وتدافع، وذلك لدرء المسؤولية عن قواته في ارتكاب المجزرة.
وقالت "نيويورك تايمز" في تحقيقها إن صور جيش الاحتلال تشتمل على مقاطع مشتتة لانتشار أعداد كبيرة من الناس في طوابير انتظار المساعدات، ثم جثث متناثرة ومحاولات اختباء لأعداد من الناجين.
وبيّن تحليل المادة المصورة -الذي قامت به نيويورك تايمز- إطلاقًا للرصاص بينما تتفرق حشود من الناس وتختبئ. وقالت الصحيفة الأمريكية إن مسار إطلاق الرصاص يظهر أنه قادم من الاتجاه الذي تتمركز فيه المركبات العسكرية الإسرائيلية على بعد نصف ميل فقط.
ونقلت الصحيفة عن شهود عيان وطبيب عالج الجرحى، أن القوات الإسرائيلية فتحت النار على الفلسطينيين اليائسين والجوعى مع وصول شاحنات المساعدات إلى شمال القطاع.
وقال محمد الشولي، الذي خيّم طيلة الليل للحصول على طعام لعائلته: "لقد رأيت أشياءً لم أكن أعتقد أنني سأراها أبدًا.. رأيت أشخاصًا يسقطون على الأرض بعد إطلاق النار عليهم، وآخرون فروا للنجاة بحياتهم".
وأضاف "الشولي"، في مقابلة هاتفية: "قبل وصول الشاحنات مباشرة، بدأت دبابة تتحرك نحونا، كانت الساعة نحو 3:30 صباحًا، وأطلقت بضع طلقات في الهواء".
وتابع: "أطلقت تلك الدبابة قذيفة واحدة على الأقل.. كان الجو مظلمًا، وركضت عائدًا نحو مبنى مدمر ولجأت إلى هناك".
من جهته، قال محمد حمودة، المصور في مدينة غزة، إنه عندما وصلت الشاحنات بعد فترة وجيزة "ركض الناس نحوها للحصول على الطعام والشراب وأي شيء آخر يمكنهم الحصول عليه".
ولكن عندما وصل الناس إلى الشاحنات، "بدأت الدبابات بإطلاق النار مباشرة عليهم". وأضاف: "رأيتهم يطلقون النار بشكل مباشر من أسلحة رشاشة".
وأوضح مدير مستشفى كمال عدوان، الطبيب حسام أبو صفية، أن غالبية الجرحى الذين وصلوا للمستشفى كانوا مصابين بطلقات نارية في الجزء العلوي من أجسادهم، والعديد من الوفيات كانت نتيجة للإصابة لطلقات نارية في الرأس أو الرقبة أو الصدر.
وكشف عيد صباح، رئيس التمريض بالمستشفى الواقع بشمال غزة، إن نحو 150 جريحًا و12 من الشهداء نُقلوا إلى المستشفى، مشيرًا إلى أن نحو 95% من الإصابات كانت نتيجة طلقات نارية في الصدر والبطن.
من جهته، أوضح القائم بأعمال مدير مستشفى العودة، الطبيب محمد صالحة لوكالة "أسوشيتد برس" أن "من بين 176 جريحًا وصلوا للمستشفى كان بينهم 142 مصابًا بطلقات نارية، بينما أصيب 34 شخصًا بسبب التدافع".