تسعى أطراف الوساطة في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، إلى التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، على وقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل بين المحتجزين في القطاع، والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، قبل شهر رمضان، الذي يحل بعد أسبوع.
وتزايدت المخاوف من انهيار مفاوضات الهدنة والتبادل بين إسرائيل وحماس، بعد "مجزرة المساعدات" التي ارتكبها جيش الاحتلال في القطاع، أمس الأول الخميس، عندما فتح جنوده النيران على حشود الفلسطينيين خلال انتظارهم الحصول على الغذاء.
لكن شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، ذكرت أن المحادثات الجارية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بحلول شهر رمضان، لا تزال تسير على الطريق الصحيح.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين أمريكيين مطلعين على المحادثات، أمس الجمعة، أنه لا توجد مؤشرات على أن المناقشات خرجت عن مسارها بشكل كبير، لكن الكثير يتوقف على ردّ فعل حماس المتوقع على ما تمت مناقشته في اجتماعات باريس والدوحة الأسبوع الماضي، والتي شارك فيها مسؤولون من دول الوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، ووفد إسرائيلي.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، في وقت سابق أمس الجمعة، إن الولايات المتحدة لا تزال تسابق الزمن لمحاولة التوصل إلى اتفاق بحلول شهر رمضان.
وبعد مجزرة المساعدات، قال مسؤولون أمريكيون إن الحادث أضاف المزيد من الإلحاح في محادثات المحتجزين، ووقف إطلاق النار في غزة.
وبعد ظهر أمس الجمعة، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى "وقف فوري لإطلاق النار". وقال خلال اجتماع مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني: "نحاول التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس بشأن إعادة المحتجزين ووقف فوري لإطلاق النار في غزة للأسابيع الستة المقبلة على الأقل، والسماح بزيادة المساعدات لقطاع غزة".
وكان "بايدن"، قال -في وقت سابق من الأسبوع- إنه يأمل أن يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة، بحلول يوم الاثنين، الذي يحل بعد غد. وكان الرئيس الأمريكي أقر أمس الأول الخميس، بأن "مجزرة المساعدات" قد تجعل محادثات وقف إطلاق النار أكثر صعوبة. وردًا على سؤال عمّا إذا كان يشعر بالقلق من أن يؤدي الحادث إلى تعقيد المفاوضات، أجاب بايدن: "أوه، أعلم أن ذلك سيحدث".
وحسب "سي. إن. إن"، يقول مسؤولون مطلعون على المحادثات، إن الفرق الفنية تعمل على المكونات الرئيسية لاتفاق محتمل هذا الأسبوع.
ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي أمس الجمعة، عن محلل الشؤون الخارجية في "سي. إن. إن" باراك رافيد، أنه كجزء من رد حماس، تتوقع إسرائيل قائمة بأسماء المحتجزين، الذين ما زالوا على قيد الحياة، ومزيد من التفاصيل حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذين يريدون إطلاق سراحهم، قبل حضور المزيد من المحادثات.
وذكر موقع "واللا" الإسرائيلي، أن تل أبيب أبلغت مصر وقطر رفضها عقد جولة مباحثات أخرى لتبادل المحتجزين في غزة والأسرى الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار في غزة، حتى ترسل حماس قائمة بأسماء الأحياء من المحتجزين لديها.
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين كبار، أنه بعد ثلاثة أيام من المحادثات في قطر، عاد الوفد الإسرائيلي، الليلة الماضية، دون إجابات، وقال مسؤول إسرائيلي: "وعد الوسطاء بأن تقدم حماس أرقامًا، لكن ذلك لم يحدث".
وقال الموقع الإسرائيلي، إنه كجزء من الخطوط العريضة التي قدمتها مصر وقطر والولايات المتحدة، في باريس، الأسبوع الماضي، ستطلق إسرائيل سراح نحو 400 أسير فلسطيني، بما في ذلك أولئك الذين قتلوا إسرائيليين، مقابل نحو 40 محتجزا إسرائيليًا.
ويتضمن المخطط أيضًا هدنة لمدة ستة أسابيع في القتال في غزة - يوم هدنة لكل أسير حي يتم إطلاق سراحه- بالإضافة إلى الاستعداد لعودة أولية وتدريجية للمواطنين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة.
وكشف مصدر مصري رفيع المستوي، اليوم السبت، أن مباحثات التوصل إلى الهدنة بقطاع غزة ستستأنف غدًا الأحد، في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة كل الأطراف.
وأضاف المصدر أن هناك جهودًا مصرية حثيثة للوصول إلى اتفاق للهدنة قبل شهر رمضان المبارك، مؤكدًا أن هناك تقدمًا ملحوظًا في مفاوضات الهدنة، وأن القاهرة تسعى للوصول لاتفاق عادل.
ولفتت "سي. إن. إن" إلى تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس الجمعة، التي قال فيها: "نأمل أن نتمكن من جَسْر نقاط الاختلاف بين الجانبين، وأن نتمكن على الأقل من التوصل إلى وقف مؤقت للأعمال العدائية، ما يؤدي إلى وقف إطلاق النار دائم".
وأكد شكري مساعي أطراف الوساطة إلى التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس قبل شهر رمضان، قائلًا: " لقد أدرك الجميع أهمية نجاحنا في هذا قبل بداية شهر رمضان". وأضاف محذرًا: "إذا استمر هذا الصراع في شهر رمضان، فأعتقد أنه ستكون له عواقب وخيمة للغاية حيث ستشتعل المشاعر بشكل أكبر".
وحسب "سي إن إن"، يقول الوسطاء في مفاوضات الهدنة والتبادل، إنه من المرجح أن يتم تنفيذ الاتفاق على مراحل متعددة، وبمجرد التوصل إلى اتفاق مبدئي، يمكن أن يؤدي ذلك إلى هدنة تستمر لمدة تصل إلى ستة أسابيع مع إطلاق سراح مجموعة من المحتجزين الإسرائيليين، مقابل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وخلال الهدنة، ستجرى المفاوضات حول موضوعات أكثر حساسية مثل إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين المحتجزين، والأسرى الفلسطينيين الذين يقضون عقوبات أطول، وانسحاب جيش الاحتلال، ووضع نهاية للحرب في غزة.