الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حتى الرياضة لن تنقذك.. الجلوس طيلة اليوم يرتبط بالموت المبكر

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

من كان يعلم أن وظيفة مكتبية مريحة أو حفلة طويلة لمشاهدة الأفلام يمكن أن تكون خطرة للغاية؟ كشف باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان دييجو أن الجلوس لساعات طويلة يؤدي إلى العديد من المخاطر الصحية، قد تصل إلى الموت المبكر، مشيرين إلى أن تجنب السلوك المستقر، مثل الجلوس طيلة اليوم قد يكون سر حياة أطول.

وذكرت الدراسة المنشورة في جمعية القلب الأمريكية، أن النساء الأكبر سنًا، اللواتي جلسن لمدة 11.7 ساعة أو أكثر يوميًا شهدن قفزة في خطر الوفاة بنسبة 30% حتى لو مارسن الرياضة.

استخدم المؤلف المشارك في الدراسة ستيف نجوين، زميل ما بعد الدكتوراه في كلية هربرت فيرتهايم للصحة العامة وعلوم طول العمر البشري بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو، عينة مثيرة للإعجاب في عمله.

وفحص فريقه الوقت الذي يقضيه الشخص في الجلوس وقياسات النشاط اليومي التي تم جمعها من أجهزة المراقبة التي تم ارتداؤها لمدة تصل إلى أسبوع، من قبل 6489 امرأة (تتراوح أعمارهن بين 63 و99 عامًا)، كما تتبع الباحثون المشاركين لمدة ثماني سنوات، ومراقبة ما إذا كانت أي من النساء قد ماتت.

وتم جمع هذه البيانات في الأصل خلال دراسة أجراها أندريا لاكروا، الأستاذ في كلية هربرت فيرتهايم للصحة العامة، في مشروع وطني طويل المدى، يسمى "مبادرة صحة المرأة" (WHI)، والذي بدأ في عام 1991 ولا يزال مستمرًا حتى اليوم.

استخدام تقنية جديدة

ويعد هذا التقرير هو الأول على الإطلاق الذي يستخدم خوارزمية جديدة ومعتمدة للتعلم الآلي (تسمى CHAP) من أجل تحليل العلاقة التي تربط إجمالي وقت الجلوس ومدة النشاط المستقر وخطر الوفاة المبكرة.

وقال "نجوين"، في بيان جامعي: "يتم تعريف السلوك المستقر على أنه أي سلوك استيقاظ يتضمن الجلوس أو الاستلقاء مع استهلاك منخفض للطاقة". فالتقنيات السابقة لحساب السلوك المستقر استخدمت نقاط القطع التي حددت الحركة المنخفذضة أو الغائبة. وتم تطوير خوارزمية CHAPباستخدام التعلم الآلي، وهو نوع من الذكاء الاصطناعي، الذي عزز قدرتها على التمييز الدقيق بين الوقوف والجلوس.

ساعد الضبط الدقيق للجلوس، نجوين على الفصل وتقييم إجمالي وقت الجلوس وفتراته المعتادة بشكل أفضل. والسلوك المستقر بشكل عام ليس صحيًا لأنه تدفق الدم وامتصاص الجلوكوز.

وقال البروفيسور لاكروا إنه "عندما تجلس، يتباطأ تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم، ما يقلل من امتصاص الجلوكوز. وأن العضلات لا تنقبض بنفس القدر، وبالتالي فإن أي شيء يتطلب استهلاك الأكسجين لتحريك العضلات يتضاءل، وينخفض معدل النبض.

مخاطر صحية

وأضاف أنه "لسوء الحظ، ومن المثير للدهشة، أن التمارين الرياضية تبدو غير قادرة على تغيير هذه الآثار السلبية.

وفقًا للباحثين، فحتى إذا كانت النساء قد بذلن مجهودًا بدنيًا بشكل معتدل أو حتى قوي فأنه لن يجد بفائدة إذا اقترن بالجلوس المفرط. وأظهرت جميع أنماط التمارين نفس المخاطر المتزايدة إذا جلسنّ أيضًا لساعات طويلة.

وتابع لاكروا: "إذا خرجت في نزهة لمدة ساعة ثم جلست بقية اليوم، فأشعر وكأنه لا تزال تتراكم جميع الآثار السلبية على عملية التمثيل الغذائي لدي".

وذكر لاكروا أنه "يبدأ الخطر في الارتفاع عندما تجلس نحو 11 ساعة في اليوم، بالإضافة إلى الجلوس لفترة أطول في جلسة واحدة. على سبيل المثال، يرتبط الجلوس لأكثر من 30 دقيقة في المرة الواحدة بمخاطر أعلى من الجلوس لمدة 10 دقائق فقط في المرة الواحدة".

وأضاف أنه لن يقف الأشخاص ست مرات في الساعة، ولكن ربما يمكنهم الوقوف مرة واحدة في الساعة، أو كل 20 دقيقة أو نحو ذلك، مشيرًا إلى أنه لا يتعين عليهم الذهاب إلى أي مكان، يمكنهم فقط الوقوف في أماكنهم لبعض الوقت.

وقال "نجوين" إنه من الرائع الجلوس والتمتع بالأشياء، حيث يمكنك أن تنشغل بالتلفزيون أو تتصفح حسابك على مواقع التواصل الاجتماعي. إلا أن الجلوس طوال الوقت ليس الطريقة التي كان من المفترض أن نكون عليها كبشر، ويمكننا عكس كل ذلك ثقافيًا فقط من خلال عدم الانجذاب إلى كل الأشياء التي نقوم بها أثناء الجلوس.